الأربعاء، 20 مايو 2009

سلاماً عليكِ .. أيتها الحسناء ... سلاماً عليكِ !

كعادتنا أنا و الدكتورة أستاذة اللغة الانجليزية بالجامعة .. كنا نتناقش عن مواضيع بخصوص
تقدم اللغة الانجليزية و تخلف العربية .. نعم تخلف ، بكل أسف ! بالرغم من أنها اللغة الأجمل
و الأغنى و الأكثر أصالة و فصاحة !! لكنها لم تجد من يدير لها وجهاً !

المهم أن دكتورتنا كانت سعيدة جداً و هي تسألنا من منا تابعت أخبار الأمس ؟!
لم تأبه واحدة منا بسؤالها .. لأنه على الأغلب لم يكن هنالك ما ينبغي سماعه في النشرة !
ثم أخبرتنا بعد ذلك أنها سمعت بأنه سيتم تدريب 20 فتاة كويتية ليصبحن ( firefighters )

ثم سألتنا بعد ذلك إن كان هنالك مرادفاً لهذه الكلمة ( تشمل الجنسين ) في اللغة العربية !
و غرقنا في الصمت ... لأنه حقاً لم يكن هنالك جواب
لدينا ( رجل إطفاء ) و ليس لدينا ( امرأة إطفاء ) !!

ثم التفتت إلي لتقول : في الخبر الذي نقلته لكم اليوم .. جواب ما كنتِ تناقشينني فيه منذ أيام ، حيث كنتُ أنا قد سألتها لماذا لا توجد مرادفات عربية لهذه الكلمات المستجدة في اللغة الانجليزية ؟!

فكان الجواب من وجهة نظرها : هو أن مجتمعنا بطيء النمو .. فنحن لا نخترع و لا نبتكر و لا نصنع ، و ربما لم يعد بمقدور القائمين على ( مجمع اللغة العربية ) في القاهرة .. صياغة مصطلحات معربة للاختراعات الجديدة على الأقل .. و التي هي غربية !

في قديم الزمان .. عربوا لنا كلمة television فصارت تلفازاً ،
و telephone صارت هاتفاً ،
و اليوم .. في قرننا الواحد و العشرين ليس هنالك مرادف لـ كلمة ( كيلوبايت أو ميجابايت مثلاً ) !!

فكان تعقيبي على ما قالت : أن مجتمعنا يتطور فعلاً ، و بالنسبة لسلطنة عمان على وجه التحديد فلديها كلية متخصصة في الإطفاء و هي ( كلية هندسة الإطفاء و السلامة ) ! و يدرس فيها الجنسين على حد سواء !!

ليس هذا بالأمر الجديد علينا .. ! لكن أين هي المصطلحات العربيـــة التي تسعف هذا التطور حتى لو كان بطيئاً ؟!

نقطة أخرى أتطرق لها و هو وضع المرأة في المجتمع .. حيث أن المرأة في المجتمع الغربي صارت تشاطر الرجل في جميع الأعمال .. و بالمقابل صارت لها مسميات تساند وظيفتها و تساويها بالرجل حتى في اللفظ !
و المرأة في مجتمعنا كذلك .. صارت تعمل .. صارت تساوي الرجل في الميادين التي تلائم وضعهما معاً اجتماعياً و سيكولوجياً و بيولوجياً أيضا !
لكن لأن المجتمع نفسه مازال يأبى أن ينصفها .. مازالت اللغة تسبح في أطلال بثينة و امرئ القيس !!

و لأن المؤسسة العربية الوحيدة القائمة على تطوير لغتنا العربية.. أعني " مجمع الديناصورات الحية " بالطبع ، و الذي أشرت إليه سلفاً ، ما عاد بالمزاج المطلوب لتعريب كل هذه المصطلحات الجديدة ،!

و سلاماً عليكِ يا لغتي ..
لن أستغرب عندما يقولون بأنكِ .. بالية .. مضحكة أحياناً !

كم هو مؤسفٌ أن أتحمس للرد على كل من يسيء لـ لغتي التي سأظل أعشقها ما حييت ، ليفاجئني بما يُفحمني .. مما أعرف و لا أعرف عن لغتي !

فسلاماً عليكِ أيتها العربية .. سلاماً عليكِ يا لغتي .