السبت، 20 فبراير 2010

أساطير الخريف

أساطير الخريف




أراك تفرش وريقاتك الحيارى

في الدروب المتقفرة

تقودك الريح إلى بابي

فتسمعني شيئاً من عصفها

ممزوجاً بعزف خطواتك المتعثرة

و أنت كالأخرس الأعمى

الذي لا يدري

إلى يد من أسلمته أقداره المتخبطة

أنا يا سيدي

طفلٌ شقيٌ متمرد

يبعثر حطام بساتينك الصفراء

أنا قمرٌ

يسحب من بين كثبان الظلام نجماً

ليلون به أهداب السماء

و يسكب على قلبها

- بعدما أثكلها المطر -

بلسم العزاء

و مهما ابتعدتُ

ستراني هنـــــاك

أشكر قسوة الربيع

و أشد جدائل الجزع على حروفي التائهات

ستسمعني أغني

للبرد و الصقيع

و آلاف الحمائم الجريحة الملقاة

على أرضية تلك الشرفات

حتى يصهرني النهار

فأغدو غديراً

بعينين دافئتيـن

ترقبانك من بعيد

و أنت عاكف في محرابك

مرتدياً أكمام الياسمين

متظاهراً بخشوع الزاهدين

عاجزاً عن إخفاء عينيك العاريتين

عن ناظري الشمس

لتفضح صمتهما الصاخب

و لا أبــــالي

إن كانت تلك نهايةً

للأسطورة و الحلم و الأمنية !

فأنا سأصدق كل أكاذيبك الجديدة

كما صدقت

بأنك تهبني في كل مرة

ربيعاً وليداً

و ترضى عنــي

و إن كنت قد خدشتُ

زجاج وقارك الأهوج

و ألقيتُ عليك شيئاً من صخبي

لينبض بجوار لحدك وريداً.
فاطمة إحسان اللواتي

عـــابـــــرون

عابــــــرون




(1)


العابرون على تلال الصمت
كثيراً ما ينسون همساتهم
هنـــاك ..
بين كثبان الرماد
حيث لا حس و لا صدى
ينحرون أزهارهم السقيمة
على رمال البؤس
حيث لا روح و لا شذا


(2)


العابرون على شغاف الروح
يتعثرون بغبار الأمسيات البعيدة
يطبقون أهدابهم على دموع الأمس
و يرحلون باتجاه الشمس
حاملين معهم
ذكرياتهم الثقيلة


(3)


العابرون على ضفاف الألم
يعتادون المضي بلا أشرعة
بعدما يموت فيهم بريق الصمود
و تهجرهم بيارق الأمل
مسطرةً بأذيالها
نهاياتهم المرهَقــَة


(4)


العابرون على أنسجة الوهم
لا يختلفون عن بقية العابرين
يحزمون أمتعتهم
و يسافـــرون
بحثاً عن الحلم
يقتحمون كل الأجواء
ثم يعودون بأجنحة مكسرة
و قلوب بالية
اخترقها ألف سهمٍ و سهم


(5)


كلهم يعبرون ..
إلى حيث الوطن ..
يدوسون كل ما هو عداه
تقودهم اللهفة
إلى طريق لا يُعرَف مداه
فلا شيء يسكنهم إلا رغبة
و شوقٌ يسبقهم للقياه.


\

/

\





فآطمة إحسآن اللوآتي