السبت، 9 يناير 2010

أكـــاليل النجـــاح

في أمسية النجاحات الباهرة

تزدحم الأمنيات على المدى

و كأنما تجمع باقات الحب و الامتنان

لـِ العطاءاتِ الزاهرة

تتلألأ الأحلام

و كأنها طيوفٌ عانقت النجوم الساهرة

الليلة تتوج الطموحات الكبيرة

فـ تطرح السماء أكاليل الورد

و يُسمع من أفواه السحاب

نشيج السعادة الغامرة

الليلة تنوح في الأدراج دفاترٌ

و تهيم على وجوهها أقلامٌ حائرة

فأستاذةٌ صغيرةٌ سطرت صفحات الواجب كلها

و مهندسةٌ خطيرةٌ ستترك المسطرة على حافة المنشآت الباهرة

و إعلاميةٌ حاذقةٌ سترسم بقلم الحقيقةِ مصداقيةً

تُرخِص لهَا الساعات الطويلة و الأجفان الساهرة

هُنا على الأكفّ يبنى المجدُ

و تحمل على الأكتافِ هممٌ عاليةُ

هُنا يشهد للنجاح الجد و التعبُ

و تنقش على الحجرِ حروفٌ زاهرةٌ زاهية

هنا تشمخ قلاع مسقط زهواً و ابتهاجاً

و ينساب عبق الاعتزاز من موانئ المنامة الغالية

و هنا تطربُ طيور الرياضِ الحسناء

فخراً ، بالانجازاتِ العظيمة و الجهود المتفانية

و حروفي طفلةٌ تجهل أنشودة المطر
تبحث في دواوين التاريخ عن صفحة خالية

لتخلد فيها الطموح و الاصرار و الألق الذي

احتوته حنايا هذه النفوس السامية

ولـ يسطّر كفاحها بماء الذهب
على ألواح روما

و على حيطان الأهرامات بالهيروغليفية

و على أبواب بغداد

و على أشرعة السفن الفينيقية

لا شمس في الوجود كـ شمس أعياد الفرح

لا فرحة في الدنا تشبه فرحة النجاحات الحقيقية

لذا نجتهد ثم نترك الأقدار كما تشاء ماشية

نزرع العُلَى فنحصد زرعنا على القمة ، لا الهاوية

في يوم التخرج هذا

تجري رؤاي في مدى السعادة ، حافية

فما حاجة الشعراء

إلى الوحي و الوزن و القافية ؟
فاطمة إحسان اللواتي
[ ألقيت في حفل تخرج طالبات المنح بجامعة الكويت ]
8 / 1 / 2010

غنّ لي قافية أو اثنتين




غنِّ لي يا طير


و ستورق الأفنان حتماً


فأنا أعرف جيداً


مسارب الفيضان في روحي


منذ اختبأ طائران من فرحٍ تحت جناحيّ


و التصقت شموس الكون بردائي


غنّ لي لتزهر كلماتي


كما الجلنار أو الياسمين


تكلل مدارات الأقمار بسمائي


اسمِعنِي شَدواً أو نقراً على وَتــرٍ


كضحكة في حنجرة السواقي


غنِّ لي ليستحيل الكون ماءً


و يضحي الناس رذاذاً


و الحزن مطراً


و السقم سحاباً


و لسعَات القــدَر حبَات ندى


و قُبُلاتـه موجات حب تغرق رئتيّ


و يغدو لاشيء في الكون


إلا أنت و موسيقى السماء و أنا


غنِّ أكثر .. ليهز الورد فؤاد الربيع


و تستيقظ في مدى الريح عاصفةٌ


تبعثر ظلال الرماد و الردى


أمتطي حصاناً مقبلاً من أقصى البعيد


أسافر إلى آخر مدائن النور


و يرقص الفجر حافي القدمين


على شرفتي


النسمات تسابق بعضها


و عصفورٌ جميلٌ كأنت


مهاجراً إلى الشرق


حاملاً الناي و الأغنيات


زاداً في السماء


غنَّ لينساب العطر من مسامات السحاب


و يطربُ العشب و الصّخر


و يقف فينــوس مشدوهاً ذاهلاً


في زاوية الكَونِ


و أنت تملأ المجــرّات


صباحاتٍ وردية


و شدوك يغرق الأرض


في متاهاتٍ أسوارها عاجية


غنّ ليهطل الشـّــعرُ على أفئدة البشر


و تُعـَـمّــر المدينة الفاضلة


غنِّ لي قافيةً أو اثنتين


تكن مفاتيح ديواني الأول


غنَّ فما زال في الفضاء متسعٌ


للرؤى و الأمل .

\

\



فاطمة إحسان اللواتي