
غنِّ لي يا طير
و ستورق الأفنان حتماً
فأنا أعرف جيداً
مسارب الفيضان في روحي
منذ اختبأ طائران من فرحٍ تحت جناحيّ
و التصقت شموس الكون بردائي
غنّ لي لتزهر كلماتي
كما الجلنار أو الياسمين
تكلل مدارات الأقمار بسمائي
اسمِعنِي شَدواً أو نقراً على وَتــرٍ
كضحكة في حنجرة السواقي
غنِّ لي ليستحيل الكون ماءً
و يضحي الناس رذاذاً
و الحزن مطراً
و السقم سحاباً
و لسعَات القــدَر حبَات ندى
و قُبُلاتـه موجات حب تغرق رئتيّ
و يغدو لاشيء في الكون
إلا أنت و موسيقى السماء و أنا
غنِّ أكثر .. ليهز الورد فؤاد الربيع
و تستيقظ في مدى الريح عاصفةٌ
تبعثر ظلال الرماد و الردى
أمتطي حصاناً مقبلاً من أقصى البعيد
أسافر إلى آخر مدائن النور
و يرقص الفجر حافي القدمين
على شرفتي
النسمات تسابق بعضها
و عصفورٌ جميلٌ كأنت
مهاجراً إلى الشرق
حاملاً الناي و الأغنيات
زاداً في السماء
غنَّ لينساب العطر من مسامات السحاب
و يطربُ العشب و الصّخر
و يقف فينــوس مشدوهاً ذاهلاً
في زاوية الكَونِ
و أنت تملأ المجــرّات
صباحاتٍ وردية
و شدوك يغرق الأرض
في متاهاتٍ أسوارها عاجية
غنّ ليهطل الشـّــعرُ على أفئدة البشر
و تُعـَـمّــر المدينة الفاضلة
غنِّ لي قافيةً أو اثنتين
تكن مفاتيح ديواني الأول
غنَّ فما زال في الفضاء متسعٌ
للرؤى و الأمل .
\
\
فاطمة إحسان اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق