شــــــذى

الليلُ و الريحُ
مزاميرُ معلقةٌ بأستارِ الشتاءْ
و سكوني رعشةٌ خفيةٌ
تكاد تبوح برغبتها في البكاءْ
لكنما ظلَّ عبير ذاك الربيع الذي تذكرينه
ممسكاً بتلابيب ثوبي .. فتعطرَ
و أمسيتُ مثلما أضحيتُ أبداً
كبرجِ الحَمَامْ
كابتسامتكِ كلما رفت أجنحةُ اليَمَـامْ
مرّت شتاءاتٌ طويلة
نسيتنا فيها الريحُ
التي عشقتْ بعثرةَ ألعابنا ذاتَ حين
و حتى الليلة التي كفّن الثلجُ فيها مدينتنا .. نسيتنا
شاخ البرد وحده طوال تلك السنين
و لا أخالـُه يَموت !
أنا يا صديقتي الصغيرة
تارةً أنتشل شتاتكِ من بين الأكوام التي عمّرت في ذاكرتي
لأدفئ عمري ولو ببقايا أحلام
و تارةً أنتشل ذاتي من هناك
لأجد نفسي أرشف الدفء من أقداح الميرامية و الزعتر
و في صباحات المدارس
حيث تُنسـَج النميمة عند أطفال الحيّ
عن الطفلين البعيدين
أما زالا صديقين أم افترقا ؟!
ثم يغني المطرْ
نبتلع حَباته لتذوْب كحَلوى السكرْ
و ينبَت في حَناجرنا الغناء
فتموت أجوبَة كل الأسئلة ،
لمَرة جديدةٍ أخرى
أسترسل في تفاصيل قديمةٍ
قد لا تذكرينها
و أذكرها
لأني لم أعُد أطرَب للمطر
صوته القديم تذكارٌ ضمه الغيمُ و نام
حتى إلحاحُ الريحِ .. بات يزعجني
فلم تعد بين يديّ دُمى أخشى أن تُؤذى
و لا ألواح طبشورٍ أخاف أن تُكْـسـَــر ،
عالمي كعوالم كل الذين كرِهتُهــُــم يوماً و كرِهــتِـــهم
صمتٌ و هدير .. بردٌ و دخان !
فاطمة إحسان صادق اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق