السبت، 13 مارس 2010

شـــذى

شــــــذى





الليلُ و الريحُ


مزاميرُ معلقةٌ بأستارِ الشتاءْ


و سكوني رعشةٌ خفيةٌ


تكاد تبوح برغبتها في البكاءْ


لكنما ظلَّ عبير ذاك الربيع الذي تذكرينه


ممسكاً بتلابيب ثوبي .. فتعطرَ


و أمسيتُ مثلما أضحيتُ أبداً


كبرجِ الحَمَامْ


كابتسامتكِ كلما رفت أجنحةُ اليَمَـامْ


مرّت شتاءاتٌ طويلة


نسيتنا فيها الريحُ


التي عشقتْ بعثرةَ ألعابنا ذاتَ حين


و حتى الليلة التي كفّن الثلجُ فيها مدينتنا .. نسيتنا


شاخ البرد وحده طوال تلك السنين


و لا أخالـُه يَموت !


أنا يا صديقتي الصغيرة


تارةً أنتشل شتاتكِ من بين الأكوام التي عمّرت في ذاكرتي


لأدفئ عمري ولو ببقايا أحلام


و تارةً أنتشل ذاتي من هناك


لأجد نفسي أرشف الدفء من أقداح الميرامية و الزعتر


و في صباحات المدارس


حيث تُنسـَج النميمة عند أطفال الحيّ


عن الطفلين البعيدين


أما زالا صديقين أم افترقا ؟!


ثم يغني المطرْ


نبتلع حَباته لتذوْب كحَلوى السكرْ


و ينبَت في حَناجرنا الغناء


فتموت أجوبَة كل الأسئلة ،


لمَرة جديدةٍ أخرى


أسترسل في تفاصيل قديمةٍ


قد لا تذكرينها


و أذكرها


لأني لم أعُد أطرَب للمطر


صوته القديم تذكارٌ ضمه الغيمُ و نام


حتى إلحاحُ الريحِ .. بات يزعجني


فلم تعد بين يديّ دُمى أخشى أن تُؤذى


و لا ألواح طبشورٍ أخاف أن تُكْـسـَــر ،


عالمي كعوالم كل الذين كرِهتُهــُــم يوماً و كرِهــتِـــهم


صمتٌ و هدير .. بردٌ و دخان !





فاطمة إحسان صادق اللواتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق