
لو أن قطارات الأزمنة الدخانية
لا تُستَوقف عند مفترقات العمر
لو أنها تتخطى بوارج بناها عناد القدر
لتغني طلاسم ذاك السفر ..
لو أن أمنية ماتت
قبل أن تستفيق في مهدي
تهويدة دفءٍ غامر
غاضت حروفها في لجة الخوف المستعر
لو ان دمعاً تحجر في مغاراته السحيقة
و ابتعد الموج عن مشاكسة شموخي
و أفرغ شجونه في زاوية اخرى .. بعيدة
لو كانت قلاعي الرملية
تلوح لأشرعة جديدة
تمرر أسراب النجوم من بين القضبان التي
أسرت حلماً طريداً ..
طمست أخاديد القمر ..
أثكلت أفئدة الغيمات
بعدما باركت أضرحة الأماني .. بالمطر
***
لو أنّـي أداري عثراتي
برقعة من زمام الذات
لانفكت عني تعويذة
و بقيت أخرى
تغزل خيوط الشتاء الآتي
لو أن لحظة من زمان مضى
تختطف أنفاس لحظة سبقتها
لكنها أُحجية الوقت
السافر .. المتواري
تزجنا في زوايا الخضوع .. لنحترق
نتسلل بين المرايا
نسترق الكلمات من الشفاه
من الورق
نحشد جيشاً من حروفٍ ترتعد
ثم يخرسنا الذهول فنبتعد
نترك أحلامنا الصغيرة
على جذع يلهو به الموج
و بصمتٍ ننسحب
***
لو أنّ نجمة سألت أحضان الأفق
قبل الأفول
هل مرّ القمر يوماً بديارنا
من قبل أن يطمسه الغياب ؟!
هل فاتني تلويح الشهاب
قبل أن تورايه الحفر ؟!
لو أن رعشة خضوع ذللتني
لأنحني للمواكب البعيدة
لانحنيت ؛
لأنفض أتربة الأوجاع عن روحي
و أنبثق من ظلال زماني
أبسط أمتعتي على أديم الشمس
تجتاز بي مدن الترحال .. خطوة وئيدة
***
لو أنّي أمخر عُباب الوقت
أكسر سواد الحبر بزوبعة تبلج آخر
تراقص الذكرى المتسللة على جبين الليل
و الليل فلكي الدوار ...
دوامة السقوط إلى صفحاتي المطوية
***
أحيا تفاصيل انحسار الوقت
و نميمة أطواق الياس على سطور الاندثار
أُرقع تفاصيل رواية أخرى
ساقها القدر عبثاً إلى طاولتي
لتحوي طفولة نبض امتزج ببياض حلم
و سطور دفاتر
و سحابة صيف تتورد على خد صباح المهاجر
اُولد في فضاء الحنين
لحظة طي الورق المضمخ بالعطر ..
ينفرج الأفق عن ملامح مفارق لن يؤوب .
فاطمة إحسان صادق اللواتي