الاثنين، 3 مايو 2010

على طاري حقوق الرجل .. !

كثرت في الآونة الأخيرة المقالات و التصريحات التي تدعو لإيقاف النساء عند حدودهن على حسب تعبير البعض ،

اختلط الحابل بالنابل و ليس ذلك بالأمر الغريب في ظل أن الناس ( لا يعجبهم العجب ) ! و لكن الغريب هو أن تقوم بعض

النساء بإطلاق مثل هذه التصريحات و بطريقة لا تنم عن أي تفكير عقلاني بتاتاً ، و أهم هذه الادعاءات :

1- فقدت المرأة أنوثتها في هذا الزمان و صار البيت و الأبناء آخر اهتماماتها .

2- استولت المرأة على حقوق الرجال في مجال العمل و الانتاج ، و المرأة ناقصة عقل و مكانها الأصلي في البيت .

3- لم يعد الرجال يشعرون بقيمتهم لدى نسائهم لأنهن ينافسنهم في كل مجال و على حد تعبير أحدهم : " لم تبق المرأة منصباً إلا و أقحمت نفسها فيه " !

و سأبدأ بالرد على ما ذُكِر من منظور شخصي متواضع :

أولاً : المرأة هي من تقدم أولوياتها في الحياة و هذا لا يعتمد على كونها عاملة أو ربة منزل ، و الدليل هو وجود الكثير

من ربات البيوت اللاتي يعتمدن على الخادمة في تربية أبنائهن و يقضين أوقاتاً طويلة في الزيارات و في الأسواق و

في ما لا يسمن و لا يغني من جوع ، و هنا تكون المرأة قد فقدت أنوثتها حقاً دون أن يكون هناك أي عامل خارجي

يدفعها لذلك .

و الواقع أن المرأة الواعية تستطيع التوفيق بين الجانبين : الإنساني ( في مجال التعليم و العمل ) ، و الجانب الأنثوي

( في علاقاتها الأسرية داخل المنزل ) ، و في حالة تضارب مصالح العمل مع مصالح الأسرة تقدم أولوياتها حسب

منظورها الخاص .

ثانياً : كما يعرف الجميع .. أن نقصان عقل المرأة يعود إلى رجحان كفة العاطفة على التفكير المنطقي لديها ، و هذا في

حد ذاته ليس عيباً ، و إنما ميزة يجب أن توظف في مجالها الصحيح ، فمثلاً لا يجب أن تتولى المرأة مناصب تتعلق

بإصدار الأحكام الدينية أو القضائية ؛ لأن تدخل العاطفة في هذا المجال سيؤدي إلى خلل واضح و لا يمكن التغاضي عنه

في هذا المجال .

من ناحية أخرى .. هناك ميزات ربانية عجيبة تميز عقل المرأة منها ما يأتي :

1- الوصلة العصبية بين الجزئين الأيمن و الأيسر تكون لدى المرأة أعرض منها عند الرجل و هذا يساعدها على

التفكير بشكل توسعي لا يقدر عليه الرجل .

2- يتمكن دماغ المرأة من الملاحظة و الإدراك الدقيق بشكل يتفوق على دماغ الرجل بكثير .

و من هنا يمكننا أن نستنتج أن المرأة تكون أصلح من الرجل في بعض المهن التي تتطلب تفكيراً توسعياً و تتطلب

ملاحظة دقيقة ، فضلاً عن المهن التي تتطلب طول البال و الصبر و شيئاً من العاطفة كالتربية و التعليم .

فاصلة ~ خلق الله عز و جل المرأة بتكوين خلقي ضعيف لا يسمح لها بمزاولة جميع الأعمال التي تتطلب جهداً جسمانياً

كبيراً ، و مع الأسف هناك الكثير من الفتيات اللاتي يتجهن لمثل هذه الأعمال هذه الأيام مثل الأعمال العسكرية ، و

التنقيب عن النفط ، و غيرها من الأعمال التي أثبت علمياً أن مزاولتها تؤدي لـ زيادة الشدة لدى المرء ، فكيف إذا

كانت امرأة ؟!

ثالثاً : المرأة لم تقحم نفسها في أي مجال ، فلا الشرع و لا القانون حرما عليها أن تكون لها ذات مستقلة خارج منزلها

، و كل ما كان من حقها في الأساس عاد إليها ، المشكلة تكمن فقط في تفكير الرجل الشرقي صاحب الأغنية الشهيرة

( الحريم ناقصات عقل و دين ) هذا الرجل لا يحتمل أن تكون المرأة نداً أو منافساً له فجأة بعدما كانت وظيفتها في أيام

العصر الخشبي لا تتجاوز تجهيز الطعام و كي الثياب ، و في الواقع هي ليست نداً له و لا منافسة ، إنما مكملة له ، كانت

كذلك و ستبقى الأنثى هي الأنثى على مر العصور ، فهي من تلون هذا العالم القاحل بجمال ذاتها التي تنعكس على فكرها

و سلوكها .

همسة أخيرة للكاتبات المناديات بالتوقف عن المطالبة بحقوق المرأة .. إذا كنتِ لا تملكين أن تحصلي على تلك الحقوق

فيمكنكِ التوقف ، أو إنشاء جمعية للمطالبة بحقوق الرجل ! فالأمر سواء .

فاطمة إحسان اللواتي