كثرت في الآونة الأخيرة المقالات و التصريحات التي تدعو لإيقاف النساء عند حدودهن على حسب تعبير البعض ،
اختلط الحابل بالنابل و ليس ذلك بالأمر الغريب في ظل أن الناس ( لا يعجبهم العجب ) ! و لكن الغريب هو أن تقوم بعض
النساء بإطلاق مثل هذه التصريحات و بطريقة لا تنم عن أي تفكير عقلاني بتاتاً ، و أهم هذه الادعاءات :
1- فقدت المرأة أنوثتها في هذا الزمان و صار البيت و الأبناء آخر اهتماماتها .
2- استولت المرأة على حقوق الرجال في مجال العمل و الانتاج ، و المرأة ناقصة عقل و مكانها الأصلي في البيت .
3- لم يعد الرجال يشعرون بقيمتهم لدى نسائهم لأنهن ينافسنهم في كل مجال و على حد تعبير أحدهم : " لم تبق المرأة منصباً إلا و أقحمت نفسها فيه " !
و سأبدأ بالرد على ما ذُكِر من منظور شخصي متواضع :
أولاً : المرأة هي من تقدم أولوياتها في الحياة و هذا لا يعتمد على كونها عاملة أو ربة منزل ، و الدليل هو وجود الكثير
من ربات البيوت اللاتي يعتمدن على الخادمة في تربية أبنائهن و يقضين أوقاتاً طويلة في الزيارات و في الأسواق و
في ما لا يسمن و لا يغني من جوع ، و هنا تكون المرأة قد فقدت أنوثتها حقاً دون أن يكون هناك أي عامل خارجي
يدفعها لذلك .
و الواقع أن المرأة الواعية تستطيع التوفيق بين الجانبين : الإنساني ( في مجال التعليم و العمل ) ، و الجانب الأنثوي
( في علاقاتها الأسرية داخل المنزل ) ، و في حالة تضارب مصالح العمل مع مصالح الأسرة تقدم أولوياتها حسب
منظورها الخاص .
ثانياً : كما يعرف الجميع .. أن نقصان عقل المرأة يعود إلى رجحان كفة العاطفة على التفكير المنطقي لديها ، و هذا في
حد ذاته ليس عيباً ، و إنما ميزة يجب أن توظف في مجالها الصحيح ، فمثلاً لا يجب أن تتولى المرأة مناصب تتعلق
بإصدار الأحكام الدينية أو القضائية ؛ لأن تدخل العاطفة في هذا المجال سيؤدي إلى خلل واضح و لا يمكن التغاضي عنه
في هذا المجال .
من ناحية أخرى .. هناك ميزات ربانية عجيبة تميز عقل المرأة منها ما يأتي :
1- الوصلة العصبية بين الجزئين الأيمن و الأيسر تكون لدى المرأة أعرض منها عند الرجل و هذا يساعدها على
التفكير بشكل توسعي لا يقدر عليه الرجل .
2- يتمكن دماغ المرأة من الملاحظة و الإدراك الدقيق بشكل يتفوق على دماغ الرجل بكثير .
و من هنا يمكننا أن نستنتج أن المرأة تكون أصلح من الرجل في بعض المهن التي تتطلب تفكيراً توسعياً و تتطلب
ملاحظة دقيقة ، فضلاً عن المهن التي تتطلب طول البال و الصبر و شيئاً من العاطفة كالتربية و التعليم .
فاصلة ~ خلق الله عز و جل المرأة بتكوين خلقي ضعيف لا يسمح لها بمزاولة جميع الأعمال التي تتطلب جهداً جسمانياً
كبيراً ، و مع الأسف هناك الكثير من الفتيات اللاتي يتجهن لمثل هذه الأعمال هذه الأيام مثل الأعمال العسكرية ، و
التنقيب عن النفط ، و غيرها من الأعمال التي أثبت علمياً أن مزاولتها تؤدي لـ زيادة الشدة لدى المرء ، فكيف إذا
كانت امرأة ؟!
ثالثاً : المرأة لم تقحم نفسها في أي مجال ، فلا الشرع و لا القانون حرما عليها أن تكون لها ذات مستقلة خارج منزلها
، و كل ما كان من حقها في الأساس عاد إليها ، المشكلة تكمن فقط في تفكير الرجل الشرقي صاحب الأغنية الشهيرة
( الحريم ناقصات عقل و دين ) هذا الرجل لا يحتمل أن تكون المرأة نداً أو منافساً له فجأة بعدما كانت وظيفتها في أيام
العصر الخشبي لا تتجاوز تجهيز الطعام و كي الثياب ، و في الواقع هي ليست نداً له و لا منافسة ، إنما مكملة له ، كانت
كذلك و ستبقى الأنثى هي الأنثى على مر العصور ، فهي من تلون هذا العالم القاحل بجمال ذاتها التي تنعكس على فكرها
و سلوكها .
همسة أخيرة للكاتبات المناديات بالتوقف عن المطالبة بحقوق المرأة .. إذا كنتِ لا تملكين أن تحصلي على تلك الحقوق
فيمكنكِ التوقف ، أو إنشاء جمعية للمطالبة بحقوق الرجل ! فالأمر سواء .
فاطمة إحسان اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق