السبت، 27 أغسطس 2011

واقفة على عكس الصورة !





كُنتُ على واجهَةِ قدَرنا الافتراضِي


حِين سرقتُ وجهَك مِن باعَة الصُحف


و خبأته في جَيبي المثقوْب


تذكرتُ وَقتَها أنّ أفلاسِي


لا تكفِي لشِراء قِطعة قدَر


على كوكبٍ مُلوّث كَوجهِ الجريدَة



***



فِي آخِر مَوعدٍ افتِراضي لنَا


كَانت القهوة طازجَة كمِلح البَحرِ


و كِتابُ الأساطِير المُرتّل في عَينيْك


يَملأُ البحَار السّبعَة


بسُكّر الكَلمَات


كُنتُ أذكَى مِن أنْ أشنُق فِكري و عَاطفتِي


بحَبلٍ وَاحدٍ


و رُويدَاً .. رُويدَا


تخليتُ عَن هوايَتي القديمَة


في الاحتفاظِ ببقايا الأشيَاءِ الباليَة



وَ شُفيتُ مِن القهوَة المَالِحة


وَ مِن ذاكِرتِي


***



تذكّر ..


و أنتَ ترسُم لي خطوطِي الجَوّية


و مَدرجَ هُبوطِي إلَى القاع


أو لَون شعْري و مَخالبي


ترسُم لي لَوحاتك السِيريَالية


لأفتش فيهَا عَن لَونِي


أنّي لسْتُ ريشةً في مَهبّ الحَيَارَى


و لا قِطعَة زجَاج


سَقطَتْ سَهواً مِن نَافِذة الدّهشة !





فاطمة إحسان صادق اللواتي


4/8/2011




الأربعاء، 24 أغسطس 2011

إنها الثانية عشرة .. بعد منتصف الطريق








مِن شرفتِي



حيث تمد ذراعَك لتصطاد أمنيةً سَماوية



أتفقد أصابع قدميّ .. بحذر



أنا لا أخشى السّقوطْ



لكنني أتدربُ على مُلامسة الأرض !







إنها تتبسّم ..



شفاهِي تعزف لحناً قرمزياً فريداً



بُحيرة البجع ترفع ثوبها الأبيض



لتسْرقني مِن أمَام عَينيك



لا تمُد أناملك المُلطخة بالحبر إليها ..



أخشى أن تُفسد اللوحة !







و هي تُمطر ..



لا يعنيني اعترافك بمواسِم الهجير



في خليج العرَب أو الفُرس



إنها تُمطر .. عَيناي مبتلتان



و الأنشودة ذاتها منذ عِشرين عاماً



تُبلل وجنتاي بما يُشبه الحَنين لمِرآتي الأولى








فِي أزقة الرّوح ..



أشبَاح رؤيا هَاربة



لا تُشعل فتيلَ الثريا


إنها الثانية عَشرة



بعد منتصف الطريق


أنا لستُ مُتعبة



لكنه موسمُ الانعتاْق !





فاطمة إحسان صادق اللواتي


17/7/2011




كُن تلقائياً .. ترى الوجود أوتو - كنترول !

لا أدري لماذا ننكمش على ذواتنا ، و نبدأ باستبدال المساطر واحدة تلو الأخرى لنقيس ما يُقال و ما لا يقال ، حتى حين يُطلبُ منّا التعبير أو التعليق على أبسط الأمور التي لا تضر أحداً و لا تنفع ، كسؤالنا مثلاً عن إحدى الخبرات الشخصية العابرة التي سبق أن مررنا بها ، لستُ مع إطلاق ألسنتنا لنهذي بكل شيء ، و لا مع التزمتّ و الجمود في طرح الأفكار التي نأمل أن نوصلها بأيسر الأساليب و أسرعها إلى قلوب الآخرين .أليس القليل من ضبط النفس مُضافاً إلى تلقائيتنا الطبيعية اكسيراً كافياً لإيقاع الآخرين في سِحر حديثنا ؟



في حديثه عن تجربته الأولى في التقديم الإذاعي يقول الإعلامي الشهير لاري كنج بأنه ظل صامتاً في البداية لمدة طويلة إلى أن دخل مدير المحطة إلى الأستوديو و صرخ في وجهه ! و في الحال بدأ بنطق كلماته الأولى كمذيع : " طاب صباحكم ، هذا أول أيامي في الإذاعة و لطالما وددت أن أكون مذيعاً . لقد ظللت أتدرب طيلة عطلة نهاية الأسبوع ، غير أنني الآن أشعر بجفاف في الحلق إضافة إلى إحساسي بالقلق ! " ، و يعقب لاري على ذلك بقوله أن هذه الكلمات القليلة منحته الثقة للاستمرار ، و منذ ذلك الحين لم يعرف القلق طريقاً إليه .



البعض يحشر نفسه في قوالب ضيقة ، كي لا يُوصف بالتناقض مع ذاته أو الجهل أو حتى بعدم الموضوعية ، كبعض الخبراء و المتخصصين الذين لا تجد في تصريحاتهم و لو تلميحاً عابراً عن جوانب أخرى خارجة عن مجال تخصصهم قد تتداخل مع ما هم بصدد الحديث عنه . على سبيل المثال تجد في برنامج ( شواهد ) على قناة الـ ( إم بي سي ) أن أخصائيي علم النفس الذين يعلقون على ما يسرده الناس من قصص متعلقة بالظواهر الغامضة كالجن و الأرواح ، تجدهم يعلقون كل قصة ببضع كلمات كالهلاوس ، و الإدراكات الكاذبة ، و و محاولات المراهقين الضحك على عقول آبائهم لجذب الانتباه ! و إذا صدق هذا القول ، فهل من الممكن أن يشترك سبعة أو ثمانية أشخاص أسوياء عقلياً في هلاوس و إدراكات كاذبة في الوقت نفسه ؟ أليس من المحتمل أن أياً من هؤلاء الأخصائيين قد اطلع على شيء مما كُتب في علم الميتافيزيقا الحديثة ؟ أم أن سياسة البرنامج التي ما استضافت هؤلاء المتخصصين إلا لإثبات وجهة نظرٍ واحدة هي الأولى بالتنفيذ ؟



أؤمن كثيراً بقول إنجيلو باتري : " ليس من أحدٍ تعِسٍ كالذي يصبو إلى أنْ يكون غيْر نفسهِ ، وغَيْرَ جسدهِ وتفكيرِه " ، و أضيف بأن سر نجاح الكثير من المشاهير و المبدعين في سحر الألباب هو تلقائيتهم في التعبير عمّا نخشى نحن التعبير عنه و نقلق بشأنه . و لربما تصدر منهم بعض التناقضات الصريحة بين بعض مواقفهم و آرائهم ، لكننا نحترمها لأنهم احترموا ذواتهم منذ أعلنوا أنهم بشر مثلنا ، بينما نثور على من يجزمون بالحقائق ثم يعاودون الجزم بنقيضها دون خجل ! فلماذا القلق و التحفظ إذن مع علمنا بكل ما


ينصب في صالحنا بفضل البساطة و التلقائية ؟



فاطمة إحسان صادق اللواتي