الجمعة، 30 سبتمبر 2011

ثلاث نصوص / ملحق ( شرفات ) / جريدة عمان








http://main.omandaily.om/files​/pdf/2011/9/20/Shorufat_20-09-​11.pdf

رقصة الخيبة الأخيرة





في خطوة بين ورقتي توت يابستين

و أعقاب سجائر

تنفث نفسها الأخير

أنت لست عابساً يا سيدي

لستَ تشتمُ قدرَك

و لا تدعو على آلهة النار بحق الجحيم

ثمة رغبة فينا .. تشبه البكاء

لكن الطوفان لا يبدأ على خديك

لأبني سفينة في محاجر عينيّ

و نبتدئ فردوس الأزمنة منذ المنتهى

أهو خذلانك ؟

أو خذلان البحر المتأجج على ضفاف القدر ؟

أم أنه تواطؤكما معاً

مع سابق الإصرار و الوعيد ؟

مجاديفنا تتسلل من بين أيدينا كالحلم

تمد جسراً من الخيبة إلى قارعة النسيان

و ها أنت تتخطى السّنين العجاف على عجلٍ

بسلال الورد و الحنين

وحدي .. أرقص حافية القدمين

على معزوفة الدانوب الأزرق

في المسافة الوسطى بين حاضرين

خالية اليدين ، و العينين ، و المُهجة

لا وردٌ .. لا دمعٌ .. و لا أشواك

نزفت حتى استحال الدم و الدمع إلى دخان

و أنا اليوم نقيةٌ .. حد معانقة الندى

و الذوبان في لهيب شمعة

لا زجاج يحجبني عن صقيع الغد

لا ستارٌ .. و لا سياج

ابتعد قليلاً ..

فالدفء .. لعبة التوسط

بين خطوط النار

و اختيارك لحظة الانسحاب قُبيل الإحتراق

جديرٌ بتنصيبك بطلاً في زمن الخيبة .


فاطمة إحسان اللواتي

أكثر مما يليق بحزن




الليلُ تابوتُ الذكرى

والأخيرة بلا أطراف

لتلامس الأرض

بحذاء الباليرينا

و تراقص توأمها الحزن

بلا وجع .. و لا ربكة

***

هي لم تعد رقراقة

كابتسامة صديقٍ

يرافقك إلى آخر مُفتَرَق

بكل يقين

و لا بيضاء كنجمةٍ

تعانق بدرها الأوحد

***

غداً ينسى عازف الكمان

في غمرة الشجن

قصيدة المساء

غداً يُيَتمُ جرحهُ في مآتمِ الأضواء

و في المساء ذاته بعد ذات الغروب

تغدو روحه - عنوةً -

عبرة للمستهام و عبرة للرائي

***

للظلام سره الموؤود

تحت وسائد الجرحى

و الموتى المحنطين

في زجاج الكلمة المُحلاة

و الضحكة المنتقاة

من أعلى السُلّم الموسيقي

لتتساقط عقوداً و جواهر

على الأعناق

في لحظة تعليق حبل المشنقة

***

هَمست لي ذات بوح

أن السّماء لا تمطر رماداً

لكنها لا تحفلُ بالحرائق

في كروم البائسين

لذلك تبتسمُ

علّها تدخل يدها –خِلسة- في جيب الفرح

فتخرج بيضاء من غير سوء.


فاطمة إحسان اللواتي