الجمعة، 30 سبتمبر 2011

رقصة الخيبة الأخيرة





في خطوة بين ورقتي توت يابستين

و أعقاب سجائر

تنفث نفسها الأخير

أنت لست عابساً يا سيدي

لستَ تشتمُ قدرَك

و لا تدعو على آلهة النار بحق الجحيم

ثمة رغبة فينا .. تشبه البكاء

لكن الطوفان لا يبدأ على خديك

لأبني سفينة في محاجر عينيّ

و نبتدئ فردوس الأزمنة منذ المنتهى

أهو خذلانك ؟

أو خذلان البحر المتأجج على ضفاف القدر ؟

أم أنه تواطؤكما معاً

مع سابق الإصرار و الوعيد ؟

مجاديفنا تتسلل من بين أيدينا كالحلم

تمد جسراً من الخيبة إلى قارعة النسيان

و ها أنت تتخطى السّنين العجاف على عجلٍ

بسلال الورد و الحنين

وحدي .. أرقص حافية القدمين

على معزوفة الدانوب الأزرق

في المسافة الوسطى بين حاضرين

خالية اليدين ، و العينين ، و المُهجة

لا وردٌ .. لا دمعٌ .. و لا أشواك

نزفت حتى استحال الدم و الدمع إلى دخان

و أنا اليوم نقيةٌ .. حد معانقة الندى

و الذوبان في لهيب شمعة

لا زجاج يحجبني عن صقيع الغد

لا ستارٌ .. و لا سياج

ابتعد قليلاً ..

فالدفء .. لعبة التوسط

بين خطوط النار

و اختيارك لحظة الانسحاب قُبيل الإحتراق

جديرٌ بتنصيبك بطلاً في زمن الخيبة .


فاطمة إحسان اللواتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق