
في خطوة بين ورقتي توت يابستين
و أعقاب سجائر
تنفث نفسها الأخير
أنت لست عابساً يا سيدي
لستَ تشتمُ قدرَك
و لا تدعو على آلهة النار بحق الجحيم
ثمة رغبة فينا .. تشبه البكاء
لكن الطوفان لا يبدأ على خديك
لأبني سفينة في محاجر عينيّ
و نبتدئ فردوس الأزمنة منذ المنتهى
أهو خذلانك ؟
أو خذلان البحر المتأجج على ضفاف القدر ؟
أم أنه تواطؤكما معاً
مع سابق الإصرار و الوعيد ؟
مجاديفنا تتسلل من بين أيدينا كالحلم
تمد جسراً من الخيبة إلى قارعة النسيان
و ها أنت تتخطى السّنين العجاف على عجلٍ
بسلال الورد و الحنين
وحدي .. أرقص حافية القدمين
على معزوفة الدانوب الأزرق
في المسافة الوسطى بين حاضرين
خالية اليدين ، و العينين ، و المُهجة
لا وردٌ .. لا دمعٌ .. و لا أشواك
نزفت حتى استحال الدم و الدمع إلى دخان
و أنا اليوم نقيةٌ .. حد معانقة الندى
و الذوبان في لهيب شمعة
لا زجاج يحجبني عن صقيع الغد
لا ستارٌ .. و لا سياج
ابتعد قليلاً ..
فالدفء .. لعبة التوسط
بين خطوط النار
و اختيارك لحظة الانسحاب قُبيل الإحتراق
جديرٌ بتنصيبك بطلاً في زمن الخيبة .
فاطمة إحسان اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق