ربمَا لا تهفو أعمَاقك للخلاص
لكن لمَ أسمعهَا
تسْتنجد
/ تعوي / تَصرُخ
في وَجهِي
بلِسان عمْقي الصّامِت ؟
***
أرَى في انطفائِك الموسِميّ
نداءَ استغاثةٍ عَارمٍ
لجسدِ الحَياةِ،
لهَيكلِها
الأخرَق
الذي
يُمعن فِي مُراوغة الفصُول
في مَدينتنا،
يَستثنيهَا من شرعيّة التّجلّي
***
أرَى فيكَ
ما أودُّ أن أرَى
لأنكَ الضبَاب،
نِصف
السّراب، و النافِذة
و لأن أصَابعِي
تُحيلُ كل مَا تقع عَليه
إلى أبجَدية.
***
لن أسْألك
حِين يلتمعُ نجمٌ مَا في عَينيك
عن عَدد سِلال الجُنون
التي تلزمُك لحَصادِه
سَأزفك إليهِ
عَلى خدّي
حَيثُ آلاف النجُوم الصّغِيرة
تهطلُ لهفةً للصّعود.
***
خسرتُ نِصفَ اللُعبة
مذ أفلت لِجام قلبِي من يَدي
و عجَزت عن الخوضِ الارتجالي
في وَثنية الأقدَار
عيناي على المِحراب،
و عيناك قُربانٌ عظيم.
***
جبينك شاطئٌ أزرق
أُسرّحُ فيه الخريف،
أطلقُ فيه هَشاشتي، و ضرَاوَتي
أشقُ فيه بذيول الحُوريّات
جُرح النزوحِ إلى الحَقيقة
***
أجري بمُوازاتِك
حيث سِواي، و المَسافة، و اللاجَدوى
ثمّة روحٌ مُلحّة
تُصفّر في النصْف الفارغ مِن الفنجَان
و ارتعاشةُ كفٍ
تحارُ للمَرة الأخيرَة
على كتفِك:
أن التفتْ إليّ،
أو أدِر لي ظهرَك؛
لأمشي عبْر الطّريق إليْك
أو أمشِي عَبركَ إلى الطّريق
***
لَم
يعُد قلبي غيمة
بعدمَا اجتاز عَتبتك العَارية
و غرق في ضبَاب الاحتمَالات
التي لا طاقة لي عَلى رَصدِها
بينما أمررُ عُنقي
على حَد مِقصَلتك
بنشوةِ صوفيٍّ
لَحظة التجلّي.
نص منشور في ملحق (شرفات) بجريدة عمان 5/3/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق