(1)
في الزاوية الأبعَد
مِن زنزانة الأقنِعة
ظلت الطّفلة الخرسَاء
تحتلُّ مِقعدِي
تستبدلُ قدميّ المتخشبتين
بساقيّ راقصة
باليه
تخذلان وقوفِي
كلما تهيأت لسَلخ
صَمتِها
من بهرجَة المُوسِيقى
***
(2)
أحُرك ذيل الثوب
على وَجه الدّخان المُعطّر
لأبصِر الغيوم التي اصطدتُها يَوماً بكفّي
و هي تراودُ الهَواء عن نفسِه
على مَسافةِ شهابٍ واحدٍ
مِن قعرِ المِجمَر
***
(3)
لَم أعد أحفر طويلاً
في قاع وحدَتي
بحثاً عن دُمى بآذان مِن شحمٍ
و أحصِنة بيْضاء بقوائم مِن ريح
إلا أن حَديقتي السّرية
ما برحَت تمتلئُ أكثر
بجثث مَن تعثرتُ بهم
و أنا أزحفُ تحتَ السّياج الشائِك
فِي الطريق إليّ
***
(4)
لا سِعة في هذا البَحر
لثقبٍ صغير بحَجم إبرة
لذا لا أعوّل كثيراً عَلى قوارب النّجاة
و أندبُ غرقِي / حيّةً
قبل فواتِ الصّوت
***
(5)
لَم أعرِف
أن أكداسَ الرّمل
التي انسلّت من بين أطقِم أسنانِهم الاصطناعِية
على أرضِ غير مُمهدة للكَلام
هي التي حلّقت برؤوسهم المَنفوخة بغاز الضحِك / لأعلى
حيث الفضاء يمهّدُ
لبقية المناطِيد الحَبلى بالضحك
وطناً من سَديم
***
(6)
مظلةً غدوتُ
تحسدُ الثرثارين على هواءٍ
كان يُصفّر مُنتشياً برحلة سفرٍ قصيرة
عَبر وجهها المثقوب
***
(7)
مَدى الأرجُوحة سفرٌ
أقصرُ من إغماضة جفنٍ
و مِن جَناحين و أغنِية
***
(8)
عَبثاً
كُنت أقيس عُمر المُجازفة
بشريط الأيّام
لِذا بَقي ثوبِي أطول
مِن أن أخوض غِمار الأبديّة وَحدِي
***
(9)
أفتح باباً
أغلقُ آخر
أباغتُ الرّيح
تُباغِتني السُّخرية
لا تنتهِي أدوار اللّعبة
رغم غثيان الأعدَاد المُكررة
و نفادِ أمَاكن الاختِباء.
فاطمة إحسان اللواتي
نشرت في ملحق (شرفات) بجريدة عمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق