
أطالعُ امتداد رمل الصحاري على مدى أوردتي
و أتساءلُُ ..
أنّى يكون لي وطنٌ و أنا من الحيارى الحالمين ؟
أراهُ شهياً .. على الخارطة
أود قطفه فيجرحني سياج الشوك بيننا
و وردةٌ ضرجتُها بحُمرة العَلَم ذات يومٍ ، باتت تجرحني
و شمعةٌ لفظت أنفاسها الأخيرة
على صدر أُمّ
تجرحني ، تُضرم دورتي الدموية لتغلي كالطوفان
ليسَ قدَري أن أحُبه كفراشةٍ عمياء
و يحرقني كمصباحٍ مُتقن الإغواء
أو أن أطالعَ صورتي في الصّحيفة
يومَ كنتُ أنتفضُ من الحرائق في قلبي
مكتوبٌ تحتها بالخط العريض :
" بكت فرحاً .. صرخت دَهشة " !
ليسَ قدَري أن أحبّه ملء قارّات السوسن و الياسمين
و أوزع قرابين عشقه على العالمين
ثمّ أعود لأطالع شاشة التلفاز
و قد صورتني
كـ محض بعوضة ضالّةٍ
ثنائية .. أو ثُلاثية الإنتماء
تستحقُ الإبادة
في سُكرة اليأس و الخذلان .. أسأل نفسي
أنّى يكون لي وطنٌ و أنا من الآملين ؟
أقطعُ أسلاك الهاجسِ
أرفعُ يدي لأحجب عني الشمس
يتخلل الضوء أصابعي فأذكرهُ
و ينزفُ جرحي .. يبللني
و البحرُ يعجُّ بالملح
لكن لا سبيل غيره
يجرحني الموج
و رفيفُ النوارس المهاجرة إلى وطني يجرحني
هل أبلغت وطني عني السّلام ؟
فاطمة إحسان صادق اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق