الجمعة، 6 مايو 2011

أنّى يكونُ لي وطنٌ ؟












أطالعُ امتداد رمل الصحاري على مدى أوردتي




و أتساءلُُ ..




أنّى يكون لي وطنٌ و أنا من الحيارى الحالمين ؟




أراهُ شهياً .. على الخارطة




أود قطفه فيجرحني سياج الشوك بيننا




و وردةٌ ضرجتُها بحُمرة العَلَم ذات يومٍ ، باتت تجرحني




و شمعةٌ لفظت أنفاسها الأخيرة




على صدر أُمّ




تجرحني ، تُضرم دورتي الدموية لتغلي كالطوفان




ليسَ قدَري أن أحُبه كفراشةٍ عمياء




و يحرقني كمصباحٍ مُتقن الإغواء




أو أن أطالعَ صورتي في الصّحيفة




يومَ كنتُ أنتفضُ من الحرائق في قلبي




مكتوبٌ تحتها بالخط العريض :




" بكت فرحاً .. صرخت دَهشة " !




ليسَ قدَري أن أحبّه ملء قارّات السوسن و الياسمين




و أوزع قرابين عشقه على العالمين




ثمّ أعود لأطالع شاشة التلفاز




و قد صورتني




كـ محض بعوضة ضالّةٍ




ثنائية .. أو ثُلاثية الإنتماء




تستحقُ الإبادة




في سُكرة اليأس و الخذلان .. أسأل نفسي




أنّى يكون لي وطنٌ و أنا من الآملين ؟




أقطعُ أسلاك الهاجسِ




أرفعُ يدي لأحجب عني الشمس




يتخلل الضوء أصابعي فأذكرهُ




و ينزفُ جرحي .. يبللني




و البحرُ يعجُّ بالملح




لكن لا سبيل غيره




يجرحني الموج




و رفيفُ النوارس المهاجرة إلى وطني يجرحني




هل أبلغت وطني عني السّلام ؟










فاطمة إحسان صادق اللواتي







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق