الاثنين، 2 سبتمبر 2013

عذرية الوجه العاري






(1)
العتمة العذراء
لم تتشبث بمعجزة
لتُثبت صدقها؛
لكننا أشدّ حماقة من أن نكفّ
عن تأويل ما لا يُشبهنا.
***

(2)
على بُعد تنهيدة
من عنق زجاجة العُمر
أعرف أن عيون أقراني الصّغار
ما تزال جائعةً للدّهشة
لكنهم لم يعرفوا بعد
 أن الطفلة الحاذقة الهزيلة
سبقتهم من جديد إلى مِنصّة الهاوية.
***

(3)
يتنكّر ضعفك أحياناً
في صورة غريبٍ ما
يُطلُّ على نفسك من شرفة بعيدة
فقط لأنه يخشى
خسارتك أو خسارته
حين تتحدان معاً !

***
(4)
أيدي الأطفال
التي تلصقُ أصداف قلبي بآذانهم
ليسمعوا فيها هدير البحر
تُنبتُ رقصةَ الأمل المُتشعّب
في خاصِرة الوجود.

***
(5)
صغيري ..
أمّك التي ظلّت طويلاً- خجولةً و خائفة
مثل صفحة بيضاء في مهبّ دُخان
أدركت يوماً أن خطوتها الرّاجفة
لم تكن تؤخرها عن اللحاق بشيء
بقدر ما كانت تدفعها لتكون طُعماً سائغاً
لتجارب آخر من وصلوا.

***
(6)
قالت الفراغات المتشظية بين أصابعي:
ربما ليس كل عصفورٍ في اليد
نسخة جوفاء
عن إخوته العشرة على الشجرة.

***
(7)
لم نكن صديقين
يوم كان قلبك مصحفاً صغيراً
و كانت يداي صحيفة نصف مُلوّنة
لكنّ صوتك الذي جاء بلون حبري
ملأ حقائب سفري للآخرة
بعشرات الشُرفات المُضيئة
على هامش البرزخ.

***
(8)
إلهي ..
هذه المرايا كثيرةٌ جداً عليّ
عِدني بأن تختزلها
في وجهٍ واحدٍ
أراك فيه
 فلا يتهمني الآخرون بالعمى،
و لا أصطدم بنفسي.



فاطمة إحسان اللواتي

* نشرت في:
- ملحق (آفاق) بجريدة عمان.
- صحيفة (آراء) الالكترونية.
http://www.araa.com/opinion/16016


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق