الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

نهــآآآآية !

بالرغم من كل الجنون

الذي يغلف تلك الليالي الحالمة

تبقى وحدها في الذاكرة

تلملم بقايا الرماد من حقول الألــق

و ترتشف من ذكريات النجوم الآفلة

بريق نشوة يتوعدها الرحيل

فتتراقص الفراشات

و تنحني الشموس

لتقبيل أجنحتها الباردة

و يعلن الربيع ولادته

في ثوب أبلج

يتشبث بأذياله

اشتعال صيف ينتظر ..!

كم ستدوم فرحة شجر التوت ؟

و إلى متى سترفع الأزاهير رأسها إلى السماء ؟

الصيف آتٍ

ليغتال الفرحة

فالأحلام العذبة تكتب نهايتها صدمة !!

و البسمة قد تخطفها نسمة ... !!!


فاطمة إحسان اللواتي

في الطريق إلى عينيها


أفَكّر فِي اقْتِحامِ غُرْبَتِكِ

لَعـلَ غُرْبَتَيــْن مَعَــاً تُؤنِسَان بَعْضَهمَا

فَلصَمْتِ المَسَاءاتِ وَقْعٌ ثقيلٌ

عَلَى الصّقِيع الذي يَمْلأ مَسَامات رُوْحـِي

خُذِينِي إلى بُحُورِ الظَّلامِ هُنَاك

لنْ أغْرَق !

مادُمْتِ آفِلـــةً مِثْلِي

سأَرمِي بِحُطَامِ رُوحــيْ إلَيـْكِ

و سَتَبكـيــْن !!

خُذِيْنِــي ، زَهْرَة يَاسمـِــيْن غضَّــة

لَمْ تَغْتَــسِل بالنّورِ إلا مُــذ رَأَت عَيْنَيــْـكِ

هَـلأ صَادَفــتِ قَبْلاً من يَبْحَثُ عَن نَجْمــَةٍ آفلــة ؟!

خُذِيــنـِي ، لا تَخْتَبِئِــي هُنــَاك

فَعَيـْنـَاي تُـبصِـران جَيدَاً مَسَالكَ الغُربــــاء

طِفـْلــة عَلَى ضفـّة بُحَيْـرةٍ نـَاعِســة

مُــتعَـبة ، تُحـَاول أَنْ تَــغفو

قَبْــل أَنْ يُبْعَــث السـُـؤال مِنْ تَحت جَفْنَيــها

فَتَسْتــَفِيـْق .. !

تَرى ظِلكِ رَاجِفــاً عَلَــى المَــاء

و تَنْحــنِـي لإنْقـَاذكِ فَتـَغْـرَق !

فَهَــل مَــا زلتِ تَخشَيــْن الغُرَبَــاء ؟!

خُذيـــنِي ، قَــبْــل أَنْ تُخْــتَصَــر المَـسـَافـَـة بَيـْن جفْنــَـيّ

وَ تَغْـرَقِــي فِــي مُقْــلَتَــيّ مَع الســؤَالِ الحَزِيــن

لَطَالمَــا تَمَنـيتُ سكُونــَاً

يُشــبِهُ مَــا تَكْرَهِيـْنَه مِنَ الظــلامِ

فَخُذيــني

مِن قَبْلِ أنْ يَأتِيَ لَيـــْــلٌ

تَبْحَثيـــنَ فِيهِ عَنِ الغَارِقــَة فِـــي الظِلال

وَ تَغْــرَقِـــينَ وَحِيــْدَة

فِــي لُجــّةِ الغُــربـَــة !!
.
.
فاطمـــة إحســان اللواتـــي

خمــــــــــــود




أي نداء هو ذا ؟

أي همس واهنٍ ؟!

تلكم كلها أصواتي

عندما أرتل ما شربته أوردتي

فلا تسلني ..

وقد قطعت كل وعدٍ

وأقسمت بصدقي

على نبذ كل ما لفظته أفواههم

سأبقى على السطر منفرداً

كان ذا عهدي

فلا تأتِ اليوم و في يدك السؤال

و على شفتيك صمت ارتقاب

لا تسلني !

و كلي اضطرابٌ

و اختلاجات تفور تارةً

و تاراتٍ تذوب

لستُ فضاءً سرمدياً

و لا نجماً ثائراً

ينساه الأفول

أناملي لا تلامس ما لا يصل إليه طرفي

و إن كانت آمالي كالسؤال

قد غرها وهج الطموح

حتى و إن شهدتَ الأقدام مني

و هي تطأ ما لا يُطوى

فكلها أوطانٌ سُكنت قبلي

و كلي اغترابٌ يسكنني

روحي سرابٌ أشبهه

و بقايا نزقٍ أطفئه ليوقدني



"مذ كان للأقدار وطنٌ
انطفأ في عينيّ السؤالُ
فلا تسلني " .

فاطمة إحسان اللواتي

روح آلبنفسج



دَعِي البَحرَ يُخبِرُكِ كَم صَفعَة

ألصقها بِخَدِّ شاطئهِ الحزين

دَعِي الغَيم يَطويكِ أُمنِيةًً

و يُلقيكِ عَلى هَامةِ القَدرِ اللعِين

تَمردِي ..

انتَفضِي ..

لِيعلَم القَمرُ بأنكِ أقدَر منه

على فَلقِِ أكمَامِ الياسَمِين

أيَا رفيقةَ بُؤسٍ

سَئِمَت تلحِين قَصائدِ الشّامِتين

أَعجزُ أَن أسأل

أَمِن كل تَفاصِيلِ الظَّمأ تَشتَكين ؟!

فَمَا بقِي مِنَ اليَأسِ إِذَن ؟

وَ لِمن سَتُهدى لوحَاتُ الأَنِين ؟؟

أنتِ يا أُنشودةَ زهوٍ

لُويَت بَين فَكّي قَهرِ السِّنين

يا مَحضَ قِدّيسةٍ عَاشَت

تُدير عَقاربَ الصَمتِ

مُستقبلةً مِحرابَ استِسلامها

رَافعةً لواءَ إذعانِها

لحبلِ القُنوطِ المَتِين

لا تُصدقِي بِأنكِ رَهن معضلةٍ

أو أنكِ أُرجوحَة احتَضَنَت

آلامَ كلِ الصَامِتين

فَهُناكَ في عَينيكِ

ابتسَامة زَهرٍ نَاعِسٍ

يتَحدَى ببهائهِ

عَجرفَة كل المُستَبسلِين

وَ هُناكَ فِي فُؤادكِ

واحاتُ خصبٍ

لَم يُكدِرها خُضوعُ ذلّ

و لم يُزلزِلها بُكاءُ المُتخَاذِلين

ثُم َأَنني لازِلتُ

أجهلُ أغوارَ ذاك العَرِين

فَما بَقِي هناكَ أكثَر

لِيقتلعَ جذورَ الألَمِ

التي رُويَت

بنحيبِ دَمعٍٍ سَخِين

و مَازلتُ أَرَى فيكِ البَنفسجَ الغضَ مُؤتلــِقاً

لَه في كُل زَاويةٍ رنين.
فاطمة إحسان اللواتي

جبين الصفحات المطوية

جبين الصفحات المطوية



لو أن قطارات الأزمنة الدخانية
لا تُستَوقف عند مفترقات العمر
لو أنها تتخطى بوارج بناها عناد القدر
لتغني طلاسم ذاك السفر ..
لو أن أمنية ماتت
قبل أن تستفيق في مهدي
تهويدة دفءٍ غامر
غاضت حروفها في لجة الخوف المستعر
لو ان دمعاً تحجر في مغاراته السحيقة
و ابتعد الموج عن مشاكسة شموخي
و أفرغ شجونه في زاوية اخرى .. بعيدة
لو كانت قلاعي الرملية
تلوح لأشرعة جديدة
تمرر أسراب النجوم من بين القضبان التي
أسرت حلماً طريداً ..
طمست أخاديد القمر ..
أثكلت أفئدة الغيمات
بعدما باركت أضرحة الأماني .. بالمطر

***

لو أنّـي أداري عثراتي
برقعة من زمام الذات
لانفكت عني تعويذة
و بقيت أخرى
تغزل خيوط الشتاء الآتي
لو أن لحظة من زمان مضى
تختطف أنفاس لحظة سبقتها
لكنها أُحجية الوقت
السافر .. المتواري
تزجنا في زوايا الخضوع .. لنحترق
نتسلل بين المرايا
نسترق الكلمات من الشفاه
من الورق
نحشد جيشاً من حروفٍ ترتعد
ثم يخرسنا الذهول فنبتعد
نترك أحلامنا الصغيرة
على جذع يلهو به الموج
و بصمتٍ ننسحب

***

لو أنّ نجمة سألت أحضان الأفق
قبل الأفول
هل مرّ القمر يوماً بديارنا
من قبل أن يطمسه الغياب ؟!
هل فاتني تلويح الشهاب
قبل أن تورايه الحفر ؟!
لو أن رعشة خضوع ذللتني
لأنحني للمواكب البعيدة
لانحنيت ؛
لأنفض أتربة الأوجاع عن روحي
و أنبثق من ظلال زماني
أبسط أمتعتي على أديم الشمس
تجتاز بي مدن الترحال .. خطوة وئيدة

***

لو أنّي أمخر عُباب الوقت
أكسر سواد الحبر بزوبعة تبلج آخر
تراقص الذكرى المتسللة على جبين الليل
و الليل فلكي الدوار ...
دوامة السقوط إلى صفحاتي المطوية


***

أحيا تفاصيل انحسار الوقت
و نميمة أطواق الياس على سطور الاندثار
أُرقع تفاصيل رواية أخرى
ساقها القدر عبثاً إلى طاولتي
لتحوي طفولة نبض امتزج ببياض حلم
و سطور دفاتر
و سحابة صيف تتورد على خد صباح المهاجر
اُولد في فضاء الحنين
لحظة طي الورق المضمخ بالعطر ..
ينفرج الأفق عن ملامح مفارق لن يؤوب
.



فاطمة إحسان اللواتي

فارقٌ بيننا يأبى أن تكون هنا

فارقٌ بيننا يأبى أن تكون هنا


لَمْ تَكن وِحدَة كمَا ينبـَغي

لمْ يَكُن ألَمَاً بطَعْم الوَجَع

و لا حُمّى بنَكْهَة المَرَضِ !

هَل شَكى أحدٌ إليْكَ أحْزاني ؟!

لا ظِلالَ عَلى الطّريْقِ لأخْتبئ مِن الجَوَابِ

و لا عَبَاءة أمي !

بَعثرني البَحثُ بِمَا يكفِي

فَلمْ أعُد أنبشُ قُبُور مُفرَدَاتِ الوَطَن

لَمْ أعُد هَشة ً بِمَا يكفي

لشَحذِ شماتةِ الأقدَارِ

عمّا قليل يَزوْرني خَاطِرٌ آخَر

تُشبههُ الرُؤيــَا

و لعلّه بعد ذلك

لا يَكُونُ كافيـَاً لـسدّ رَمَقي !

مَواعِيدي كلهـَــا تزدَحِمُ بالورقْ ،

بالأسـَـى ، بالمنـافي ، بشظايـَا ألعابٍ قديمةٍ

و ضيُوفٍ آخرينَ لا تَعْرِفُهُم

فلملم حُطَامـَــكَ

مَـازالت تلوح لي آخِر بَيـَارق الآفليـْـن

فاِرق قـلـب أسْطــورتي .. امحُ سيـْمـَاك عَن هامشِـها العَتيــق

فارِق ٌ بيننــا يأبَــى أن تَـكون هُنـــا

و " أرضٌ خرَافيةٌ ٌ تسَــاوِي بيْن أحْلامــِنا "

يكتَنِفهـَا الدّجـَـى

تُصــفِر .. تُقــفِــر ،

ثم انَهــَا ليسَت وِحـدَة

أن أمشي في الشارِع الغَريْـب

أجُــرّ ما تبقّى من سِنيـــْن

و نــُغنـــي سَويـّة بلا حَنــَاجر

و ليسَت غربـَة

أن أمـّــد ذراعـــيّ لمعَانـــقةِ أشواقٍ قديمة

فأعود و قد طوّقتُ عنقي بذرَاعــيّ

أضحك .. أبكي ،

ليسَت قَسـْــوَة

أن أسْأل نفسـي عَن المنفـَى الذي أحبّ

بلا عَاطــفَة ،

و تُجيبُ اللاعاطفــةُ باللاجَوَاب

فتطمئـن نفســِي !!

لا تــُنصــِت لمَــن يثرثرون عن ألمــِي

فليس ذلك كافيــاً .. للتصديقْ

عَمــا قليل

تصل قدَمـَاي إلى زاويةٍ مـَا

و يَغــدو الشـارِعُ جســْــراً بَيْن منفى و منفــى

حينَــها لا داعي للقلق بشأن

ما تبقــى من خــُــطــَى !



فاطمة إحسان اللواتي

جريدة الشبيبة

11 / 11 / 2009

الجمعة، 19 يونيو 2009

على خطوط الطيران بلا تذاكر .. !



لافتة أولى ..

[ المطـــار ] ..

أفكــّــر بجدّيـة هذه المرة

في الذي يفكر فيه من هم مثلي

هناك .. على حافة السقوط في هاوية الوهم

أفكـّر كثيراً عندما أتحسس حرارة أطرافي

الغربة يوماً فيوماً .. تعتصرني أكثر

و أوهامي العمياء ما برحت تتشبث بي أكثر

السفر و المطر .. عملتان لوجهٍ واحد

أملٌ .. يسبقه انتظـــار

و أملٌ تعقبه خيبة أملٍ كبرى ..

كل المفردات كاذبة .. كلها بلا استثناء

بؤساً لدفاتري .. التي ورثت هوايتي المفضلة

" جمع الحكم من أفواه الحمقى "
//

لافتة ثانية ..

[ المغــادرون ] ..

عمن تسأل الساعة وقت الظهيرة ؟

أجابني مقعد فارغ .. و ضحك أحد الأرقام على ورقة التذكرة

" لا أتدخل فيما لا يعنيني إلا عندما أفقد الانتماء لهوية العرافة "

و لكم أن تصدقوا .. أو لا تصدقوا

أهوى قراءة سيماء الأشياء

و أن تصدقوا أو لا تصدقوا .. ذاك عندي سواء
/

لافتة أخيرة ..

[ للمسافرين فقط ]

و عيناكِ تبحثان عن جواز السفر ..

و بطاقة الصعود إلى الطائرة

أراني دونما عيون أنظر إلى أمٍ مودعة

تضمه إلى صدرها كحمامةٍ ثكلى

تلثم جناحين كسيرين

تذوب غصتي في كأس آخر من دمع

و تتحول قبلات وداعكِ إلى جواز سفر آخر

إلى عزاءٍ جديد

اعذريني يا صديقتي .. فلي طقوسي التي تعرفها المقابر وحدها

خليني لبقايا الأوراق و المنافي .. و سافري

فـ هناك على دفاتري حمائم بيضاء

تغسل قلب السماء

بأجنحة من مهجتي الثكلى .
الجمعة
26 / جمادى الآخرة / 1430 هـ
الموافق 19 / يونيو / 2009 م

الأحد، 14 يونيو 2009

على شِغَاف الحلم


على شِغاف الحلم





قالت لي يوماً
قبل أن تبلى صورتي في ذاكرتها ..
إذا تشبثت أحلامكِ بأذيال حكايا منسية
فلا تتركيها
تموت مثل الزهر الذابل
في موسم الثمار
و إذا أضحى الدرب السرمدي
مداراتٍ ضبابية
يجثو عليها الصمتُ المحيّر .. و الخواء
فمهدي الدرب بكفيكِ
لوني حواشيه بأطياف قوس السّماء

***
كانت عيناكِ غديراً
ينصهر فيهما الحزن و ينام
كالطفل إذا ما جف عن عينيه الدمعُ
و ودّ أن يطير
كما يفعل الحمام
هكذا كــان ..
و قد كنت أصلي
لكيلا تخلو أيامي منكِ
أو من شمسٍ تشبهكِ
لكن أيامي ما برحت عنكِ تبتعد
و سؤالي الحزين ظل يلحُّ
و أنا أنسحب
لربما جلوسي إلى طاولتك
وحده من يذكرني

***
اليوم لا أشكو غربتي بعد إنسانٍ رحل !
فالعمر قيثارةٌ
ينتزع الوقت أوتارها
وتراً .. وتر
ثم تخرس إلى الأبد

***
الشتاء شبح يبتلع الخريف الحزين
ليكمل الأخير روايته
في أحشاء الغيم
يسقط الخريف المهجن
على رؤوس الخلائق
و هم يهتفون :
مطـرٌ .. مطر !!

***
علمتني أمهات أيامي
أن لا مفردة في الوجود
بلا وجهين
و كذا الأحلام
تضحك لنا
تبكينا ..
تغرد تارةً
و تارةً تنق كالغربان

***
لمن أهدي دفاتر الحلم هذه المرة ؟
و هل تراها تُوقّع أو تمزّق ؟
أو أنها تُمَزّق ثم تُحْــرَق ؟

***
الأنثـــى لا تترك بصمتها على أحلام كثيرة
لأنها لا تلبث أن تنكسر
و تنفصم عنها الأمنيات الجامحات
كورق الخريف
يرهقه التشبث بأعالي الشجر
فيدركه جفاف العروق .. و الاصفرار
و يموت في الظل
تضحك عليه الجذوع و الغصون
يصلي عليه الطين
صلاة العزاء .


فاطمة بنت إحسان اللواتي


نُشِرت على صفحات جريدة ( آفاق ) الجامعية - الكويت


7 جمادى الآخر 1430 هـ - الموافق 31 مايو 2009م

الأربعاء، 20 مايو 2009

سلاماً عليكِ .. أيتها الحسناء ... سلاماً عليكِ !

كعادتنا أنا و الدكتورة أستاذة اللغة الانجليزية بالجامعة .. كنا نتناقش عن مواضيع بخصوص
تقدم اللغة الانجليزية و تخلف العربية .. نعم تخلف ، بكل أسف ! بالرغم من أنها اللغة الأجمل
و الأغنى و الأكثر أصالة و فصاحة !! لكنها لم تجد من يدير لها وجهاً !

المهم أن دكتورتنا كانت سعيدة جداً و هي تسألنا من منا تابعت أخبار الأمس ؟!
لم تأبه واحدة منا بسؤالها .. لأنه على الأغلب لم يكن هنالك ما ينبغي سماعه في النشرة !
ثم أخبرتنا بعد ذلك أنها سمعت بأنه سيتم تدريب 20 فتاة كويتية ليصبحن ( firefighters )

ثم سألتنا بعد ذلك إن كان هنالك مرادفاً لهذه الكلمة ( تشمل الجنسين ) في اللغة العربية !
و غرقنا في الصمت ... لأنه حقاً لم يكن هنالك جواب
لدينا ( رجل إطفاء ) و ليس لدينا ( امرأة إطفاء ) !!

ثم التفتت إلي لتقول : في الخبر الذي نقلته لكم اليوم .. جواب ما كنتِ تناقشينني فيه منذ أيام ، حيث كنتُ أنا قد سألتها لماذا لا توجد مرادفات عربية لهذه الكلمات المستجدة في اللغة الانجليزية ؟!

فكان الجواب من وجهة نظرها : هو أن مجتمعنا بطيء النمو .. فنحن لا نخترع و لا نبتكر و لا نصنع ، و ربما لم يعد بمقدور القائمين على ( مجمع اللغة العربية ) في القاهرة .. صياغة مصطلحات معربة للاختراعات الجديدة على الأقل .. و التي هي غربية !

في قديم الزمان .. عربوا لنا كلمة television فصارت تلفازاً ،
و telephone صارت هاتفاً ،
و اليوم .. في قرننا الواحد و العشرين ليس هنالك مرادف لـ كلمة ( كيلوبايت أو ميجابايت مثلاً ) !!

فكان تعقيبي على ما قالت : أن مجتمعنا يتطور فعلاً ، و بالنسبة لسلطنة عمان على وجه التحديد فلديها كلية متخصصة في الإطفاء و هي ( كلية هندسة الإطفاء و السلامة ) ! و يدرس فيها الجنسين على حد سواء !!

ليس هذا بالأمر الجديد علينا .. ! لكن أين هي المصطلحات العربيـــة التي تسعف هذا التطور حتى لو كان بطيئاً ؟!

نقطة أخرى أتطرق لها و هو وضع المرأة في المجتمع .. حيث أن المرأة في المجتمع الغربي صارت تشاطر الرجل في جميع الأعمال .. و بالمقابل صارت لها مسميات تساند وظيفتها و تساويها بالرجل حتى في اللفظ !
و المرأة في مجتمعنا كذلك .. صارت تعمل .. صارت تساوي الرجل في الميادين التي تلائم وضعهما معاً اجتماعياً و سيكولوجياً و بيولوجياً أيضا !
لكن لأن المجتمع نفسه مازال يأبى أن ينصفها .. مازالت اللغة تسبح في أطلال بثينة و امرئ القيس !!

و لأن المؤسسة العربية الوحيدة القائمة على تطوير لغتنا العربية.. أعني " مجمع الديناصورات الحية " بالطبع ، و الذي أشرت إليه سلفاً ، ما عاد بالمزاج المطلوب لتعريب كل هذه المصطلحات الجديدة ،!

و سلاماً عليكِ يا لغتي ..
لن أستغرب عندما يقولون بأنكِ .. بالية .. مضحكة أحياناً !

كم هو مؤسفٌ أن أتحمس للرد على كل من يسيء لـ لغتي التي سأظل أعشقها ما حييت ، ليفاجئني بما يُفحمني .. مما أعرف و لا أعرف عن لغتي !

فسلاماً عليكِ أيتها العربية .. سلاماً عليكِ يا لغتي .

الاثنين، 27 أبريل 2009

بدآية .. هطول .. /




أنا لن أكون أنا مرّتيْن !
و قد حلّ أمسٌ مكان غدٍ
و انقَسَمتُ إلى امرأتَيْن
فَلا أنَا شَرْقيــّة
و لا أناْ غَرْبيـّـة
و لا أنَاْ زيتُونـةٌ ظللت آيتين ،





محمود درويش