فارقٌ بيننا يأبى أن تكون هنا
لَمْ تَكن وِحدَة كمَا ينبـَغي
لمْ يَكُن ألَمَاً بطَعْم الوَجَع
و لا حُمّى بنَكْهَة المَرَضِ !
هَل شَكى أحدٌ إليْكَ أحْزاني ؟!
لا ظِلالَ عَلى الطّريْقِ لأخْتبئ مِن الجَوَابِ
و لا عَبَاءة أمي !
بَعثرني البَحثُ بِمَا يكفِي
فَلمْ أعُد أنبشُ قُبُور مُفرَدَاتِ الوَطَن
لَمْ أعُد هَشة ً بِمَا يكفي
لشَحذِ شماتةِ الأقدَارِ
عمّا قليل يَزوْرني خَاطِرٌ آخَر
تُشبههُ الرُؤيــَا
و لعلّه بعد ذلك
لا يَكُونُ كافيـَاً لـسدّ رَمَقي !
مَواعِيدي كلهـَــا تزدَحِمُ بالورقْ ،
بالأسـَـى ، بالمنـافي ، بشظايـَا ألعابٍ قديمةٍ
و ضيُوفٍ آخرينَ لا تَعْرِفُهُم
فلملم حُطَامـَــكَ
مَـازالت تلوح لي آخِر بَيـَارق الآفليـْـن
فاِرق قـلـب أسْطــورتي .. امحُ سيـْمـَاك عَن هامشِـها العَتيــق
فارِق ٌ بيننــا يأبَــى أن تَـكون هُنـــا
و " أرضٌ خرَافيةٌ ٌ تسَــاوِي بيْن أحْلامــِنا "
يكتَنِفهـَا الدّجـَـى
تُصــفِر .. تُقــفِــر ،
ثم انَهــَا ليسَت وِحـدَة
أن أمشي في الشارِع الغَريْـب
أجُــرّ ما تبقّى من سِنيـــْن
و نــُغنـــي سَويـّة بلا حَنــَاجر
و ليسَت غربـَة
أن أمـّــد ذراعـــيّ لمعَانـــقةِ أشواقٍ قديمة
فأعود و قد طوّقتُ عنقي بذرَاعــيّ
أضحك .. أبكي ،
ليسَت قَسـْــوَة
أن أسْأل نفسـي عَن المنفـَى الذي أحبّ
بلا عَاطــفَة ،
و تُجيبُ اللاعاطفــةُ باللاجَوَاب
فتطمئـن نفســِي !!
لا تــُنصــِت لمَــن يثرثرون عن ألمــِي
فليس ذلك كافيــاً .. للتصديقْ
عَمــا قليل
تصل قدَمـَاي إلى زاويةٍ مـَا
و يَغــدو الشـارِعُ جســْــراً بَيْن منفى و منفــى
حينَــها لا داعي للقلق بشأن
ما تبقــى من خــُــطــَى !
فاطمة إحسان اللواتي
جريدة الشبيبة
11 / 11 / 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق