الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

فارقٌ بيننا يأبى أن تكون هنا

فارقٌ بيننا يأبى أن تكون هنا


لَمْ تَكن وِحدَة كمَا ينبـَغي

لمْ يَكُن ألَمَاً بطَعْم الوَجَع

و لا حُمّى بنَكْهَة المَرَضِ !

هَل شَكى أحدٌ إليْكَ أحْزاني ؟!

لا ظِلالَ عَلى الطّريْقِ لأخْتبئ مِن الجَوَابِ

و لا عَبَاءة أمي !

بَعثرني البَحثُ بِمَا يكفِي

فَلمْ أعُد أنبشُ قُبُور مُفرَدَاتِ الوَطَن

لَمْ أعُد هَشة ً بِمَا يكفي

لشَحذِ شماتةِ الأقدَارِ

عمّا قليل يَزوْرني خَاطِرٌ آخَر

تُشبههُ الرُؤيــَا

و لعلّه بعد ذلك

لا يَكُونُ كافيـَاً لـسدّ رَمَقي !

مَواعِيدي كلهـَــا تزدَحِمُ بالورقْ ،

بالأسـَـى ، بالمنـافي ، بشظايـَا ألعابٍ قديمةٍ

و ضيُوفٍ آخرينَ لا تَعْرِفُهُم

فلملم حُطَامـَــكَ

مَـازالت تلوح لي آخِر بَيـَارق الآفليـْـن

فاِرق قـلـب أسْطــورتي .. امحُ سيـْمـَاك عَن هامشِـها العَتيــق

فارِق ٌ بيننــا يأبَــى أن تَـكون هُنـــا

و " أرضٌ خرَافيةٌ ٌ تسَــاوِي بيْن أحْلامــِنا "

يكتَنِفهـَا الدّجـَـى

تُصــفِر .. تُقــفِــر ،

ثم انَهــَا ليسَت وِحـدَة

أن أمشي في الشارِع الغَريْـب

أجُــرّ ما تبقّى من سِنيـــْن

و نــُغنـــي سَويـّة بلا حَنــَاجر

و ليسَت غربـَة

أن أمـّــد ذراعـــيّ لمعَانـــقةِ أشواقٍ قديمة

فأعود و قد طوّقتُ عنقي بذرَاعــيّ

أضحك .. أبكي ،

ليسَت قَسـْــوَة

أن أسْأل نفسـي عَن المنفـَى الذي أحبّ

بلا عَاطــفَة ،

و تُجيبُ اللاعاطفــةُ باللاجَوَاب

فتطمئـن نفســِي !!

لا تــُنصــِت لمَــن يثرثرون عن ألمــِي

فليس ذلك كافيــاً .. للتصديقْ

عَمــا قليل

تصل قدَمـَاي إلى زاويةٍ مـَا

و يَغــدو الشـارِعُ جســْــراً بَيْن منفى و منفــى

حينَــها لا داعي للقلق بشأن

ما تبقــى من خــُــطــَى !



فاطمة إحسان اللواتي

جريدة الشبيبة

11 / 11 / 2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق