أفَكّر فِي اقْتِحامِ غُرْبَتِكِ
لَعـلَ غُرْبَتَيــْن مَعَــاً تُؤنِسَان بَعْضَهمَا
فَلصَمْتِ المَسَاءاتِ وَقْعٌ ثقيلٌ
عَلَى الصّقِيع الذي يَمْلأ مَسَامات رُوْحـِي
خُذِينِي إلى بُحُورِ الظَّلامِ هُنَاك
لنْ أغْرَق !
مادُمْتِ آفِلـــةً مِثْلِي
سأَرمِي بِحُطَامِ رُوحــيْ إلَيـْكِ
و سَتَبكـيــْن !!
خُذِيْنِــي ، زَهْرَة يَاسمـِــيْن غضَّــة
لَمْ تَغْتَــسِل بالنّورِ إلا مُــذ رَأَت عَيْنَيــْـكِ
هَـلأ صَادَفــتِ قَبْلاً من يَبْحَثُ عَن نَجْمــَةٍ آفلــة ؟!
خُذِيــنـِي ، لا تَخْتَبِئِــي هُنــَاك
فَعَيـْنـَاي تُـبصِـران جَيدَاً مَسَالكَ الغُربــــاء
طِفـْلــة عَلَى ضفـّة بُحَيْـرةٍ نـَاعِســة
مُــتعَـبة ، تُحـَاول أَنْ تَــغفو
قَبْــل أَنْ يُبْعَــث السـُـؤال مِنْ تَحت جَفْنَيــها
فَتَسْتــَفِيـْق .. !
تَرى ظِلكِ رَاجِفــاً عَلَــى المَــاء
و تَنْحــنِـي لإنْقـَاذكِ فَتـَغْـرَق !
فَهَــل مَــا زلتِ تَخشَيــْن الغُرَبَــاء ؟!
خُذيـــنِي ، قَــبْــل أَنْ تُخْــتَصَــر المَـسـَافـَـة بَيـْن جفْنــَـيّ
وَ تَغْـرَقِــي فِــي مُقْــلَتَــيّ مَع الســؤَالِ الحَزِيــن
لَطَالمَــا تَمَنـيتُ سكُونــَاً
يُشــبِهُ مَــا تَكْرَهِيـْنَه مِنَ الظــلامِ
فَخُذيــني
مِن قَبْلِ أنْ يَأتِيَ لَيـــْــلٌ
تَبْحَثيـــنَ فِيهِ عَنِ الغَارِقــَة فِـــي الظِلال
وَ تَغْــرَقِـــينَ وَحِيــْدَة
فِــي لُجــّةِ الغُــربـَــة !!
.
.
فاطمـــة إحســان اللواتـــي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق