(1)
لَم يلفته حَوَرُ عينيها،
و لا صوتُها و هو يَجدّفُ
صوبَ أيّ دهشة أولى،
مشغولاً كان
كمن يحوم حول حُبٍ قديم،
يُحدّق في بياضه/ يُكحّل جثته
يقول هاجسُه:
لعلّ الرّوح المارقة لم تكن محض خريفٍ مر
علّها كانت فرصة النجاة الأخيرة
للعصافير التي باتت أصواتها وشوماَ على جذع قلبك.
***
(2)
يحدثُ بعد أحيانٍ متفاوتة
من أوّل الحُب
أن ينسى لون وجهها و هي تتنهد،
أن لا يتنافسا على "أحبك أكثر"،
أن ينسلخ من نبوّته؛
لأنها لم تعد عشتار،
أن تنسلخ من ارتعاشها المرهف؛
لأنه لم يعد يشبهُ الصّيف
و أن يتراجعا سويّةً عن الكُفر بمبدأ الاعتياد !
***
(3)
ستهمسُ امرأةٌ كادت تختنق يوماً بأحلامها:
العالمُ يا صغيرتي:
الدمية التي حين تدير لكِ ظهرها
لن تعرفي تماماً،
إن كان صوتها ينبعث من صندوق موسيقى،
أم أنه صوتكِ ذاته - المُحلّى بيقينكِ الطفولي
حول حقيقيّة الأشياء !
***
(4)
كقطعة شوكولاتة في الثالثة فجراً
هي السعادة:
مجهولٌ طارئٌ تتبناهُ القناعة/
لقمة تسدّ رمق العجز الأبدي.
***
(5)
جرّب أن تنصت إذا أوجعك النظر
جرّب أن تنظر و حسب
إذا أوجعتك روحك من فرط التأمل،
جرّب أن تكفّ عن التجارب
إذا آلمتك الخيبة
من فرط الأمل.
نشرت في صحيفة (آراء) الإلكترونية: http://www.araa.com/article/81405
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق