الأربعاء، 1 فبراير 2012

آيلول آخر .. يحترق






أيْلُول ..

تأتِي بلا نِدَاءٍ

كقصَائِد الخريفِ

تَندَسُ فِي صَوتِ الرّيح

لِتُراقِصَ الشجَر

فِي نوْبَة جُنونٍ

عَاريَةٍ كالمَواسِم

***

أيْلُول ..

أبْحَثُ عَن خريفٍ

يَليقُ برَصَاصَةِ فرَحٍ

أبعَثهَا هَديّة للشتاءِ القادِم

عَن وَاجهَة سِرّيَةٍ

للأحزانِ المَعروضة للإيجَار

القابلَة للاسْترجاعِ و الاستبْدَال

عَن مَطرٍ لا يُبللنِي

و قصَائِدَ أكتُبُهَا و لا تُشعلنِي

مُنذُ أوّل تنهِيدَة

***

أيْلُول ..

تأتِي مُباغِتاً

رُغم دِقة التّوقيت

تَحترفُ مُراوغة تفاصِيل المَوعِد

عَلى مِسَاحات الوَرَق الأصْفر

المُتناثِر فِي مَهَبّ الحَنِين

كَم سَيلزمُ الحُزن مِن الأناقة

لَيَمشي فِي مَوكِب مَيلادِك

كَبقيّة الحَيَارى الآمِلين ؟

***

فِي مَطلعِ كُل عَامٍ أحصِي غنائِمي و هَزائِمي

فِي عُمر مِن وَرَق

و حِين تأتِي ..

أتأمّلُ فوضى الأيّامِ حَولِي

أُشعِلُ طرَف الوَرَقة الأخيْرَة

و أبكِي ..

لأنكَ بَدأتَ تَحترِق !


فاطمة إحسان اللواتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق