
فِي المَنفى لا صَدى لاسمِي
إلا حِين أصدَحُ بذكر اسمِك
و تتبَعثر الرّيح خجلَى
فِي مهبّ النسَائِم
تنشطِر الغيْمَة إلى مَدينتين
إحداهُمَا تمَوسِقُ المَطر
و الأخرَى تلفنِي كمعطفٍ
يسَعُ مَدَائن الدِفء
و هَدايا العِيد في جَيبهِ الكًبير
***
تُفتح فِي السّماء أبوابُ سِمسِم
و يَخرجُ الأطفالُ مِنهَا
مُبللين بالفرَح
يتسَاقطون عَلى الأرضِ لآلئ و نُجوماً
و يُغنّي لهُم الكبار أغنيَة الثلج
ليصبحُوا عَلى المَطر
***
فِي فجر العِيد
تتوكَأ كُل مدينة عَلى لُغتِها
و تتبادل التمَاثيلُ الحجرية قبُلاتِ المَحبّة
تُسَافر أغنيَات الصّغار
مَع همهَمات العَجائز
عَلى مَركَبةٍ فضائيّةٍ واحِدة
و تَعُود عَلى بسَاط عَلاءِ الدّين
***
أكرر الكَلمَة السّحرية
فتتوقفُ إشارة المُرور عَن التّوهج
و تُمسِي الشوارع الأسمَنتية
جُسورَاً مِن زُجاج
إيذاناً ببدءِ رقصَة قوس قزح
***
أنامِلي تتسلّق سُلاميّات أصَابعِك
فِي الوَقت الذي تنزلُق عَنها حَبّات المَطر الأخيرَة
و لَكّن ثمّة مَا يُشاكسُ رغبتي
في ارتدَاء طوق الجَليد
للشتاءِ القادِم
رؤاكَ تتبدّى لي كَقصَائِد ربيعٍ لَم يولَد
و أنا ابنةُ الفصُول المُستحِيلة
أكتبُك لِيحتفِي بي الوَرق
و يَتسرّب شيءٌ مِن المَطر إلى دَمِي
فيبدأ العِيدُ مِن جَديد .
فاطمة إحسان اللواتي
* نشرت في الملحق الأدبي (شرفات) بجريدة عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق