الأربعاء، 1 فبراير 2012

أعياد من زجاج


فِي المَنفى لا صَدى لاسمِي

إلا حِين أصدَحُ بذكر اسمِك

و تتبَعثر الرّيح خجلَى

فِي مهبّ النسَائِم

تنشطِر الغيْمَة إلى مَدينتين

إحداهُمَا تمَوسِقُ المَطر

و الأخرَى تلفنِي كمعطفٍ

يسَعُ مَدَائن الدِفء

و هَدايا العِيد في جَيبهِ الكًبير

***

تُفتح فِي السّماء أبوابُ سِمسِم

و يَخرجُ الأطفالُ مِنهَا

مُبللين بالفرَح

يتسَاقطون عَلى الأرضِ لآلئ و نُجوماً

و يُغنّي لهُم الكبار أغنيَة الثلج

ليصبحُوا عَلى المَطر

***

فِي فجر العِيد

تتوكَأ كُل مدينة عَلى لُغتِها

و تتبادل التمَاثيلُ الحجرية قبُلاتِ المَحبّة

تُسَافر أغنيَات الصّغار

مَع همهَمات العَجائز

عَلى مَركَبةٍ فضائيّةٍ واحِدة

و تَعُود عَلى بسَاط عَلاءِ الدّين

***

أكرر الكَلمَة السّحرية

فتتوقفُ إشارة المُرور عَن التّوهج

و تُمسِي الشوارع الأسمَنتية

جُسورَاً مِن زُجاج

إيذاناً ببدءِ رقصَة قوس قزح

***

أنامِلي تتسلّق سُلاميّات أصَابعِك

فِي الوَقت الذي تنزلُق عَنها حَبّات المَطر الأخيرَة

و لَكّن ثمّة مَا يُشاكسُ رغبتي

في ارتدَاء طوق الجَليد

للشتاءِ القادِم

رؤاكَ تتبدّى لي كَقصَائِد ربيعٍ لَم يولَد

و أنا ابنةُ الفصُول المُستحِيلة

أكتبُك لِيحتفِي بي الوَرق

و يَتسرّب شيءٌ مِن المَطر إلى دَمِي

فيبدأ العِيدُ مِن جَديد .



فاطمة إحسان اللواتي
* نشرت في الملحق الأدبي (شرفات) بجريدة عمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق