
الأسطـــــورة
كما يُطلّق الطير نوافذ الحَبّ و الحُبّ
هجر الضجيج مسمعي
تسلل الصمت إلى روحي و مشيت
مثلما مشى البهلوان على حبل القش
مشيتُ في رؤاي على القدَرِ و الثلجِ و النارِ
مشت على كل ذاك أحزانٌ و برواز صورةٌ
و صورة لأسطورة
و أساور مكسورة
و اسمٍ لي في سماءٍ باعتني لغتها
مشى دون أن يُحرَق في حنجرة بِشرٍ
سمَا كآية الكرسيّ من محراب أمي
شاقاً كبد الظلماتِ
فذابت في عروقِ النشوةِ وريقاتي
و همَسَ خاطرٌ ما في صميم ذاتي
أن لي من الأسطورةِ ملامحي
و لي على سواحلها قِلاعي و قصَائدي
و أوتاد عمري و مرسَاتي
و في وجداني شاعرٌ أندلسي الأسى
لم يتعلم بعد من الشعر ما يكفي
ليتحرر على يديه أسرى القصيدة
أذكرهم / إذ كنتُ على شرفتي
أجمع عناوين لي سقطت سهواً في الجريدة
ثم تقوست شذرات الأسطورة على أقبيتي
لم أبصر إلا التماع شهابٍ يقترب من نجمةٍ بعيدة
فما عادت لي حاجةٌ بشمسٍ و لا شرفاتِ
و انتحر الحرف بوادي الكلماتِ
كانت الرؤيا سماءً حقيقية
تتدلى منها حبال أرجوحتي
فتهفو إلى عِناق القمرِ حناياي
رغم جراحاتي
ثم وضعت السماء مداراتٍ للرؤى
كي لا تتبعثر أشلاء الحالمين
و تُدنــس بمُهـَـجهم أكفّ الغيم
فسقطتُ عن فلكي
و أمسَت في تابوت الحَقيــقة
بقايا أسطورة .. تُسرج شموس حكاياتي .
فاطمة إحسان اللواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق