الأربعاء، 30 يونيو 2010

على قارعة الكلام



على قارعة الكلام




مسافتين بعد . و يكتمل المشوار


وتستفيق سيدة عجوز


على صخب المرور


و تتأفف قليلاً


قبل أن تضرب بحقيبتها المهلهلة


وجه النافذة


و على وجه النافذة أيضاً أسراري البيضاء


حيث ( اللا- سفر ) و أشياء أخرى


توبخني عليها اللغة مراراً


لكنني أعود لكسر قواعدها


مفصلاً .. مفصلاً


و يبدأ الزحام من جديد


سألتني إحدى الشوارد العائمة في فيضان الشعور


هل يقتات الحنين على أصوات الفراغ وحده ؟!


لم أسمع جواباً مني ..


لعله الفراغ .. ينسج بوحه من شتات الحنايا السقيمة


استعداداً للجواب ،


و مضيت على سرج قافيتي لا توقفني واردة


و لا أختها الشاردة


فبقيت قافيتان بعد و يكتمل ذيل القصيد


لا يمنح أوردتي الدفء شيءٌ كمثله


حتى شمس حزيران لا تقوى على حمل أكوام أكوام الصقيع


إلى مقبرة الكواكب الحزينة


القصيد إله الليل المتهجد في محراب الدفتر


و حيث يكون السطر الأول .. تكون قارعة الكلام


و يكون الزحام


و أكون كما أهوى أن أكون


في الزمان الذي لا يبقى فيه على الذبول إلا رعشةً أو رعشتين


أكون قد مزقت من شظايا الأيام


شظية أخرى أرضي بها طفولة تفكيري


فأرضى بحكايةٍ أو حكايتين


و تسميهما اللغة في بعض الروايات .. أسطورتين


و ينتحب المكان على الوجع نفسه


تنتفض اللغة


لتبقي على خطوتين .. تبتعدان بي عن أرضي


كجيكور السيـّــاب حين واراها الوادي البعيد


و لم يبقَ بينه و بينها سوى حفلٍ من نور


و ظلالٍ من أزاهير


ألوان الرسم قد لا تشبه إلا الوهم أحياناً


و السراب أجمل من أن يكون محض معنى


فهو لونٌ كأي لون تحبه الأحلام


حين لا يبقى على تكفينها غير الساعتين


و حين لا يبقى على الكلام و الفراغ و الطريق سوى فاصلتين


لتكتمل بعدها صورة الزحام


تنبثق عينا " ميدوزا " لتحجرا بواقي الأشياء


حيث لا متسع لـ طرفة عين .




فاطمة إحسان صادق اللواتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق