لا شيء جديرٌ بأن يبدو كـ مفاجأة
حين لا أؤمن بالمنطق ،
و لا بعقارب السّاعة المُنحازة إلى اليسار
و لا بأغلفة الكتب التي تختال بأسماء أصحابها
و تشهق باسمي تكلفاً في صفحة الإهداء
***
أحب سرقتي التي لم أرتكبها بعد
لـ بطاقة سفرٍ تحمل اسمكَ الظِلالي ؛
لأتعلم كيف أسلُك السكك الحديدية المُعتادة
خارج دوّامة انتصاراتِي الهوائيّة .
***
أحببتُ الشوارع الإسفلتية التي جَمعتنا
مُفترقين بأنصاف السّاعات ،
دُون أن يَكتُب عنها أحدٌ سِواي
و لأنكَ لا تحفلُ بمَا يُنشرُ مِن الكلمات
تعلّمتُ الغيرَة من كُل ما لا يُقرأ تحت الضوء
و أحببتُ " صباح الخير "
حِين تُباغتُ الظهيرَة ،
و لا يعنيها أن تكُون مُتأخرة كغدٍ طفوليّ
لا يؤرقهُ العِتاب
***
أحببتُ كل ضمائر التأنيث المُتصلة
بلغتكَ المُجردّة اللامُبالية
حِين هزمتني فِي مملكتِي
يومَ أدركتَ أن خط دفاعِي الوحيد
- رغمَ شراستِه -
لا يعدو عن كونهِ محضَ كلمَاتٍ
و أن شمسِي الغارقة في صخب قوس قزح
ليست إلا ضوءاً أبيضاً
مُصطنعَ الفرح
كُلما شاءت السُخرية
***
معك آمنتُ بجدوى اللّون الرّمادي
و ببساطة الأشياء حين تسيرُ
كما لو لم يكن مخططاً لها
آمنتُ بالبرقيّات الإلكترونيّة المُختصرة
لاسيّما الأجزاءِ المبتورَة منهَا
حِين تفتحُ ألف بابٍ للسؤال
و عشرات الآلاف من النوافذ المُطلة
عَلى المعنى
***
معكَ اكتشفتُ الأبعاد الحقيقية للظل
و بقية الأبعاد الوهمية للضوء
حين أخذتُ من ظلكَ الطّويل
ما يسعُ دهشتِي ،
و تركتُ لك بقيتهُ لتدهشني أكثر .
فاطمة إحسان اللواتي
نشرت في صحيفة (الأنباء) الكويتية بتاريخ 7/4/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق