الاثنين، 31 ديسمبر 2012

تفاحة المنتهى


 
 
تُسقِط من يَدك

التُفاحة / القلب

تتنازلُ عن السّنين المَعدودة

على أصَابع اليَد

تنزلقُ على ذِراع الرّأفة

إلى ساقِك الإصطناعِية الجَديدة

طوعاً و كَرهاً

تنحدرُ من جبين العَالم المُتوهِج

إلى طرَفه السُفلي

و بعِنايةٍ تنتقِي حَبلك السرّي

لتضمنَ هذهِ المرّة

سُقوطاً مُدوياً

على أقرَب عَتبةٍ للحَقيقة العَارية

تتبينُ الخيط الأسوَد مِن الأبيَض

في الوقتِ بدل الضائعِ

لعُمرك المُستنزف

 في التلصُصِ عَلى الشرفات

بوجهِ ملاكٍ ، بقلبِ نبي

 باسمٍ جميلٍ كان يُزين حُضورَك المُتفاوت

في سِجلاتِ العَناوين

و بعَينين خرافيتيّ السّحر كَنجمَتين

 فِي قلبِ عاشقٍ مُرهَف

 تُيمِم وجهَك شطرَ الهُروب

تُلقي بحَجَرِك

خارج مُربعَات العدّ

تختارُ إنكَار الحدّ

لتخرجَ مَهزوماً فرحاً

مِن لُعبة الأبد

وجهُك الآن بوصَلةٌ سِحريّة

تُبيح للآخرين تشريحهُ بإتقان

لاكتشافِك بجَدارةٍ مُتقنة

وجهُك الجَديد قِبلة السُيّاح القدامَى

في قلبكَ المُسْتباح

وجهُك صَحرَاء الأسَاطير المَقروءَة

و يَداكَ تمتدانِ لتلتقطا مَطراً

من الأسمَاءِ و الأوصَاف و وَرق التُوت

تُواري سَوءة فردِيتك المُشردَة

في حَضرة الجَمعِ العَظِيم

تكسُو جسدَك بالسُكون المُتعقل اللطيف

تتركُ لهُم شبح الجيوكندَا على وجهِك

و تهربُ منهُم إليكَ

 تتسللُ الروحُ إلَى عُريّها

مِن الباب المُوارِب للجُنون

رقصَاً عَلى أطرافِ مواجِعها

ليغزل لهَا الفجر الصّادقُ

ثوبهَا الأبيَض .


فاطمة إحسان اللواتي
نشرت في ملحق (شرفات) بجريدة عمان / سبتمبر 2012.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق