في غيابك .. أبحث عمن يقرؤني من موسِيقاي
يسمعُ ضجّة الأشياءِ المكسُورة في قلبي
دَون أن ألَملمُ حُطامهَا بالكلمات
أبحثُ عَمن يُشبهكَ في حُبّه للأشياءِ
مُجردة كما هِي ، فوضويةً ، حُرّة
كرموز الشعر الحُرّ
تنسَلُّ من بين أنامِل النُقاد
كخيوط الظلّ
فتكُونُ و لا تكُوْن
***
فِي غيابكَ أبحثُ عمَن يَعرف لون البُكاء في
عيني
دُون أن تترجمهُ الدّموع
عَمن يلمحُ التماعَ نصلَ الخوفِ
و هو ينبتُ من ارتِجافِي
فيقتلُعهُ بصمتٍ
دُون أن يقلب مَواجعَ السّر الصّغير
أو أن يُتاجر بهِ كاللغةِ
حِين تبخسُ اختلاجَات الرّوح حقهَا ،
و تغدو ككل الأشياءِ التي يتداولهَا الناسُ
بلا رفقٍ .. و لا رَهبة
***
في صَمتكَ .. أبحث عَمن يناديني "
فاطِمتي "
فيُزهر الدفءُ الأبيضُ
بينَ كَفيكَ الحانيتين و رَأسِي
فِي صَباحاتِ السّفر الباردة
و ينسابُ شلالُ العِطر
مِن سماءِ حنانكَ المُلبدّة باليَاسمين
لتنبتَ في شِعري ألفُ حِكايةٍ من حَنين
***
غيابُك .. حُريّتي في اقترافِ قراءَة الفنجان
و تتبعِ سِكك السّفر المَحفورة فِي كَفيّ
و كُلّ ما لا تُحب
من فنونِ العَبَث النّسَوي
التي ما عُدت أؤمن بهَا
مُنذ أنزلنِي مُفترق الأقدار
مِن عَلى كَتفِيك
و سَلبنِي مِصبَاح الأمنيَات
و الرؤى الورديّة التي كانت تتقمصُ
كُل مُلابسَاتِ جُنونِي
كُلمَا هتفتُ لَك " بابا " .
نشرت في ملحق (شرفات) بجريدة عمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق