لا أخرجُ من أنايَ
لأرى حِيادك المائِي
مُنسكباً عَلى وَجهِي
بلا بللِ
أُطلُّ بعنقِ الوردة
مِن شُرفة الهواء
و سَاقي مغمورةٌ تمَاماً بالمَاء
بنصف جُرأةٍ
أتجرّع ثُمالة التجربةِ المُكلفة
و أطفو على زبدِها السّكري الهش
بكلّ
براءتي و بربريتِي
و كمن يعِي اكتِشافه الجديد
لِما سبق لهُ معرفتهُ منذ عصور
أنتقي قُصاصةً تليق بما سأكتُب
دون أن أعتني بانسِجام ألوانِها
مع أبجديّة التشابه العتيقة
أتحرّكُ على رُقعة الشطرنج ذاتِها
دُون الإنحياز للمُربعات البيضاء
أو السوداءِ عَلى وجهِ الخصوص
أغمضُ عينيّ
يلتفُ جسدِي حولَ عدميتهِ
تستلني أجنحتِي
مِن غِمد الأرضِ الرّخاميّة
تُذيبُ زُخرفها المُتواطئ مع الوجُود
المُفتعَل
يقودُني حدسِي إلى لغة الفسيفساء
لأبدأها بلا ألفٍ و باء
أتهجأُ مُفردات عالمِي المُسرنم
بين الوُجود و العدَم
ألتقطُ ارتباك الرصَاصة الهائِجة
قبل رصدِ المَعنى الرصِين
لاختلاجَاتِ القلم
لأدسّ بصَماتي عَبر الثقوب المُضيئة
للثوب الذي ما يَزال مَشروعَ فِكرة
قابلة للطِلاءِ و الطي
و أشقّ جَيبهُ احتفاءً
بفداحَة الآتي المُحتمَل
لأنكَ الصّدق / العبْء / القدَر المَسبُوق
بالإستعَاذة
العارُ المُقدّر / المِعيارُ المُستحِيل
وجُودك حتميّ كالملائكَة و الشيَاطين
و لأنك اخترت أن تكون بينهُما
في مُنتصَف الشعرة التي قصَمت ظهر اليقين
لا اعتراف بكَ في دَائِرة الأعرَاف
و لأنك تكرهُ زاوية الإنكِسار
تنأى بلا عِوَجٍ
عن قطيعِ الأطيافِ المُنصبة في بَياض العدَم
تنسلخ عن صِبغتك الشرعِية / الشعبيّة
و ترفعُ شعَارك الجَديد
فراشةٌ هَاربةٌ مِن قبضة اليَد
خيرٌ من عشرةٍ في الشرنقة
***
فقد التعبير قدرتهُ عَلى خيانتِي
مذ أعتقتهُ لوجهِ الهذيَان
و عرفتُ أن مفتاحُ اللغة الدفينة في قعرِ
النسيَان
خيرٌ من ألفِ بابٍ مواربٍ لأبجديةٍ مُستهلكة
***
تُعاودُ غاباتُ الدهشة اخضرارهَا
تتناسلُ أشجارهَا باعتياديةٍ مُطلقة
في الحَناجر الدافئة / الأليفة / المُتشابهَة
تتدلى أغصانهَا عَلى عنقِي
دون أن تُثير شهيّـتي للإلتفات
ما أجمل اعتيادِي لمَا هو كائن
مَا أغربَ استبعاد ما كان لهُ - حتماً - أن
يَكون !
فاطمة إحسان اللواتي
نشرت في صحيفة (الراي) الكويتية / نوفمبر 2012.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق