أعِدك بالقصَائد
التي لا تقصِدك
بالكَلمات التي لا
تتعثر بجثث الذِكريات
كُلمَا تجوّلت
وَحيدة فِي مقبرة الأمس الوَليد ،
بباقاتِ الوَرد التي لا تعرفُ عنوانك
و بطاقاتِ
المُعايدَة التي لا تحملُ توقيعِي كَدليل إدَانة
بالأسرَار الصّغيرة
، و الأسوار القصِيرة
يَومَ عجزتَ عَن
تخطِيها
إيماناً بعُرف
المستحيلْ !
***
أعِدك أن لا
يَحترق دَمعِي
عَلى لَهيب شمعَةٍ
في انتظارِك
بينما تمسَحُ
الضبَاب عَن زجَاج نظارتِك البَارد
و تُغلق أزرار
قمِيصك عَلى تمثالِك الثلجي
خوفاً من لَسعة
دفءٍ مُباغِتة
***
أعِدك بارتجَاف
أصَابعي
فِي حَضرة السطور
المُتوازية
بأن أخرج من
دَائرة الفصُول الناقِصة
و أضعُ اسمَك
عنواناً للفصل الأخِير
فِي رواية الحُلم
الضائِع
قرباناً للنسيَان
***
أعِدك بخفقان
قلبكَ
المُعلق عَلى
سَارية شِراعي
بدُوار البحر ، و
لَوعة الصّبر
أن ألفظكَ مَع
الزبَد و الهَذيان
عِند أول مَرسَى
***
أعِدك ببصمَاتك
المُلوّنة
عَلى شِغاف قلبي
أن أدفن حُضوركَ
الغائب
فِي حقائب سَفري
الطويْل
فلا أستجدي مِنك
الرّحيل
***
أعِدك بجثة
الحَقيقة
التي وكأتُهَا إلى
عكازتين
لتمشي عَلى قدَمين
أن لا أهَبها بعد
اليَوم إلا البَيَاض ، و الكافور
و آخِر أنفاس
وَردة حُب !
***
أعِدك بشقاوتِك
أن لا أعُود طِفلة
تتوهُ في صَحرائِك
فِي الحِين الذي
تُزهر فيه الغابات المَاطِرة
في النصف الثانِي
مِن كوكَب البَهجة
***
أعِدك بجنونِي
أن لا أكّف عَن
ارتكَاب جَرائِمي عَلى الوَرق
بشرط أن لا تتلوّث
أنامِلي
بحِبركَ القابل
للإشتعَال
فيتحوّل وهجُ
الحُرية فيهَا إلى رمادِ حريق
***
أعِدك بما كَان و
بما لن يكُون ،
بصَباحَاتٍ يأتِي
بها الغيم
مِن حَيث لا
يَشتهِي المَطر
و بالألوَان
السّبعة لقوس قزح
فِي بطُون السّبعِ
العِجاف
التِي لَم تُشرق
عَليهَا شمسُك بعد !
***
أعِدكَ
بمُناوراتِنا المُتبادَلة
بالكرّ و الفِرار
عَلى إنهَاءِ هذا الشوط
الإفتراضِي
و أشهَدُ أن حُبكَ
ضربةُ جَزاءٍ
صَفق لَها
الجُمهُور بحَرارةٍ
كَأيّ هَدفٍ تسبقه
نُبوءة الحَكَم
و لأنني أكرهُ
الفرَح المُحنط فِي قوالِبه الجَاهزة
كَسرتُ عَارضة قلبي
لِتضلّ تسديدتكَ
طريقهَا إليه !
فاطمة إحسان اللواتي
نشرت في ملحق (شرفات) بجريدة عمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق