الاثنين، 15 نوفمبر 2010

ليلة على شط الفرات




عروس تتهادى بثوبها اللؤلؤي الأبيض على الرمال السمراء


التي تتناثر حولها و تهمس لها بحروف هائمة


لتبتسم العروس و تصبغ خديها بلون الورد


حينها يزحف البدر رويداً رويداً


يمسك بأطراف سحابة قطنية


و يخفي نفسه خلفها خجلاً ...


تتبعه النجوم


فتأفل و تندثر


و كأنها لم تكن


في أرجاء الكون تنتشر !



__ __ __ __ __



هذه الليلة لا قمر و لا نجوم ...


أطفأتها الحسناء


أوليس هذا من حقها ؟


فهذه ليلتها ... !


و لها أن تسرق كل النور


و تخبئه بين طيات ثوب عرسها ... !


__ __ __ __ __ __



تدغدغ النسمات سطح الفرات


فيعدو ضاحكاً


و النخلات من حوله يغبطنه فرحاً


اليوم تزف بغداد على شط الفرات بكامل حليها


و تتوج رأسها بأكاليل أمجاد الماضي العبق


و تسكب في عينيها بلسم الأمل لغدٍ مشرق


فترتعش طرباً ... !



__ __ __ __ __ __ __



" لمن ستزفين يا بغداد ؟ "


هكذا زعقت الكلاب الحمراء


و انقضت على الحسناء


لتلطخ بياض ثوبها بالدماء الطاهرة


فامتزج النور بالنور


و رحلت بغداد ... !


__ __ __ __ __ __ __



أشرقت الشمس مقطبة الجبين ...


و الطيور تعزيها بغنائها الحزين ...


تتراقص على الغصون بعدما ذبحت ألماً ... !


بغداد ... لا تحزني ... ستعودين !


لنبدأ عرساً جديداً


يومها سنراكِ معطرة بطهر مساجدكِ


مكللة بالرياحين


و محفوفة بالياسمين


سنراكِ يا بغداد مجددا تبتسمين .





فاطمة إحسان اللواتي

نوفمبر - 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق