
عروس تتهادى بثوبها اللؤلؤي الأبيض على الرمال السمراء
التي تتناثر حولها و تهمس لها بحروف هائمة
لتبتسم العروس و تصبغ خديها بلون الورد
حينها يزحف البدر رويداً رويداً
يمسك بأطراف سحابة قطنية
و يخفي نفسه خلفها خجلاً ...
تتبعه النجوم
فتأفل و تندثر
و كأنها لم تكن
في أرجاء الكون تنتشر !
__ __ __ __ __
هذه الليلة لا قمر و لا نجوم ...
أطفأتها الحسناء
أوليس هذا من حقها ؟
فهذه ليلتها ... !
و لها أن تسرق كل النور
و تخبئه بين طيات ثوب عرسها ... !
__ __ __ __ __ __
تدغدغ النسمات سطح الفرات
فيعدو ضاحكاً
و النخلات من حوله يغبطنه فرحاً
اليوم تزف بغداد على شط الفرات بكامل حليها
و تتوج رأسها بأكاليل أمجاد الماضي العبق
و تسكب في عينيها بلسم الأمل لغدٍ مشرق
فترتعش طرباً ... !
__ __ __ __ __ __ __
" لمن ستزفين يا بغداد ؟ "
هكذا زعقت الكلاب الحمراء
و انقضت على الحسناء
لتلطخ بياض ثوبها بالدماء الطاهرة
فامتزج النور بالنور
و رحلت بغداد ... !
__ __ __ __ __ __ __
أشرقت الشمس مقطبة الجبين ...
و الطيور تعزيها بغنائها الحزين ...
تتراقص على الغصون بعدما ذبحت ألماً ... !
بغداد ... لا تحزني ... ستعودين !
لنبدأ عرساً جديداً
يومها سنراكِ معطرة بطهر مساجدكِ
مكللة بالرياحين
و محفوفة بالياسمين
سنراكِ يا بغداد مجددا تبتسمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق